عفوا معالي وزير الإعلام الأردني

لقد كنتُ طالبا في كلية التربية 1991-1995 وكنت عضوا في مجلس الطلبة وقد نزلت في تلك الانتخابات تحت اسم كتلة الحق ولعل الاسم له دلالاته، وكنت أتشرف بمزاملتك في تلك الفترة وكنت سعيدا جدا إذ أخذت أنا وحضرتك مواد مشتركة في نفس القاعة، وكنت أعتبرك مثلا وقدوة في الحق والدفاع عن أهله، وأظنك في تلك الفترة كنت تقوم بانتخاب كتلتنا كتلة الحق، ومضت الأيام وترقيت في المناصب ولكن كانت المفاجاة بالنسبة لي ليس التضليل الإعلامي من قبل الدولة لكن المفاجأة الصاعقة كانت هو أن معاليك من يقوم بهذا الدور دون وجود أي مبررات مقنعة فالانتخابات زورت في المرات السابقة وكنت أشاهد بأم عيني الباصات التي تأتي من الزرقاء حي جناعة لتقوم بالانتخاب في منطقة الدوار السابع عدا عن الأرقام الفلكية لمن أرادتهم الدولة إذ يكون عدد الذين دخلوا قاعة الانتخاب 500 ولكن أجهزة الحاسب كانت تعتبرهم 5000 خمسة آلاف وبعد كل هذا كنت أستمع لحضرتك وأنت تتحدث عن نزاهة الانتخابات وتقدم عشيرة فلان وتأخر عشيرة فلان وانحسار الاسلامين وكأنه أمر واقع وكأننا في انتخابات الولايات المتحدة الأمريكية.

وها أنت تطلع علينا من جديد لتقول عن المئة ألف ثمانية آلاف علما أن من يسير بشكل اعتيادي في كل ساعة من أمام المسجد الحسيني العظيم يزيد عن ثمانية آلاف من أبناء الشعب الكادحين وإن لم تصدق هذا بإمكانك مشاهدة هذا من مكتبك ومن خلال موقع الاتصالات والكاميرات المنصوبة على مدار الساعة على باحة المسجد الحسيني ودوار الداخلية.

أخي معالي وزير الإعلام سمي الوزير وزيرا لأنه يحمل وِزرَ الرعية فالمسؤولية تكليف لا تشريف، والله مستخلفكم في هذه الأرض لينظر كيف تعملون
أخي وزير الإعلام إن لم تستطع أن تقف مع الحق فلا تقف مع الباطل فالله عز وجل يقول " ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا إن كانت مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين"الأنبياء 47

فتذكر وقوفك أمام الله عز وجل وتذكر عظم الأمانة التي تحملها وتذكر ماضيك المزهر وتذكر أنك في أردن الحشد والرباط، وكن عونا لأبنائك وأباء الشعب الأردني الأبي من شتى منابته وأصوله فكله تجمع لمحاربة المفسدين وللإصلاح ولإعادة الأموال المنهوبة من أيدي الفاسدين المفسدين الذين طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد
والله من وراء القصد.