jo24_banner
jo24_banner

في خيمة الحرية .. طليعة سيخلدها التاريخ

في خيمة الحرية .. طليعة سيخلدها التاريخ
جو 24 :

كتب أنس ضمرة

فرسان الكلمة، الحريصون على مستقبل المهنة، مازالوا يتوافدون إلى خيمة الحرية.. اسماء سيذكرها التاريخ، اسماء سيخلدها جيل الصحفيين القادم، وربما ينصبون لهم تماثيل في مكان خيمتهم، واسماء اخرى ستمر وسيظل يلعنها التاريخ، فقط لانها انحازت ضد انفسها عبر انحيازها ضد مستقبل الاعلام الالكتروني .


سيذكر الصحفيون في يوم من الايام ان هذا العدد القليل من فرسان الحقيقة وقفوا كالجبال الشامخة في وجه رياح أعداء الحقيقة، وحاربوا قانون اعدام الحريات، الذي وبجرة قلم قرر صانعوه حرق تجربة الاعلام الجديد، المنتصر للحريات المسلوبة في الدول النامية.

هي ليست مجرد خيمة اعتصام مفتوح- مزعج للدولة – ولا عاملون في قطاع يطالبون بمزيد من الحقوق المادية، لكنها خيمة الحرية، بوابة الحقيقة، واصبحت رمزا يستقطب عشاق الحرية من كافة مكونات المجتمع الاردني، احزابا ونقابات ونشطاء في الحراك الشعبي، جميعهم عشاق اشتموا رائحة الحرية من التراب الذي جرفته في ليلة ظلماء حفارة مجهولة، من امام تلك الخيمة.

ربما اليافطات في خيمتنا اصبحت تعرف وجوه من يأموها بشكل يومي، وتستطيع تسجيل من يغيب عنها من مناصريها، تماما كما أنها لن تعترف بمن انحاز ضد نفسه من الصحفيين الذين لم يدوسوا عتبتها، وحتى من انقلب عليها بعد أن حاول اظهار نفسه كمناصر لها، حيث تخلى البعض عن فرسان الحرية الذين وقفوا معهم وقت حاجتهم.

ربما ما عُلق من صور على جدران تلك الخيمة، من مشاهد ضرب وانتهاكات جسدية جسيمة ضد الصحفيين، لا توقفهم عن عملهم بل يعتبرونها حافزا للعمل والاستمرار رغم الاعتداءات وتكسير الكاميرات التي تنقل الصورة كما يراها من يقف خلف الكاميرا، الا ان هذا القانون سيكبل كل صاحب قلم حر، يكتب ما يراه امامه من انتهاكات بحق شعبٍ ربما بعضه ما زال لا يدرك ما مدى خطورة هذا القانون والى اين سيصل بصحافة بلاده.


نقابة الصحفيين التي تغيبت عن خيمة الحرية باستثناء عضو مجلسها المستقيل راكان السعايدة، لو كانت جادة في مواجهة قانون المطبوعات، لأمرت أعضاءها باجراءات احتجاجية نوعية، ولضغطت على جميع وسائل الاعلام بأن يتضامنوا بالحد الأدنى مع المرابطين في الخيمة.

لن ادعو أحدا للتضامن مع خيمة الاعتصام المفتوح للمواقع الالكترونية، كل ما اتمناه من زملائي واساتذتي في مهنة المتاعب ان تدعونا نشق الصخر ونصنع مستقبلنا دون اجتهاداتكم ودون مهاجمتنا عبر منابركم. ستنتصر الخيمة وسيسجل التاريخ لطليعة الصحفيين انهم رابطوا في تلك الخيمة لعدد من الايام واستطاعوا الدفاع عن مستقبل مهنتهم وحماية الحرية.



تابعو الأردن 24 على google news