حملات المقاطعة ..الالبان انموذجا
لا نعرف لماذا تستقر اسعار السلع في بلادنا عند حدودها العليا ، تتحرك باتجاه واحد ،ترتفع ولا تنخفض ابدا ، تتأثر بكل ما يبرر الرفع ، ولا يمكن ان تنخفض اسعارها ولو انخفض سعر كل شئ من حولها وتراجعت كلف الانتاج الى الصفر ..
القطاع الخاص يتقن لعبة الرفع ولا يقبل التعاطي مع فكرة الخفض لا من قريب ولا من بعيد ، ناهيك عن التوافقات التي تتم في مختلف القطاعات وجميعها تصب في اطار التفاهم على قيم الرفع ومعدلات الربح .
اذا ارتفعت اسعار المحروقات ترتفع اسعار السلع ، اذا ارتفعت تعرفة الماء او الكهرباء ترتفع اسعار السلع ،اذا ارتفعت اسعار المواصلات ترتفع السلع ، اذا اقترب فصل الشتاء ترتفع الاسعار ،اذا حل الصيف ترتفع الاسعار ، اذا انهمرت الامطار ترتفع الاسعار اذا انقطع المطر ترتفع الاسعار ،اما اذا انخفضت اسعار المحروقات او الكهرباء او المواصلات فسترتفع اسعار السلع ايضا ا، اما اذا شهدت الاسواق حالة من الركود سترتفع الاسعار ، وبالمقابل اذا شهدت الاسواق عمليات اقبال شديدة ترتفع الاسعار ايضا يا سلام ، لا يوجد اي منطق يحكم السوق ولا يستطيع اي خبير اقتصادي ان يفسر ما يجري لدينا . اما الحكومة فبذريعة اقتصاد السوق تتابع الحكومة ما يجري من صفقات واحتكارات وتفاهمات وتترك المواطن وحيدا في حربه غير العادلة مع هوامير السوق الذين لا يفكرون بغير الربح السريع ،والربح السريع ما يحصلون عليه دون عناء .
جمعية حماية المستهلك ،شبه غائبه عن الصورة، تكتفي باصدار بيانات عرمرمية وبعدها تغيب ،المواطن لا يملك من امره شيئا ،يشتري السلع باسعارها المتحولة ،كيف لا وهو الحلقة الاضعف في معادلة السوق المفتوح...
مؤخرا ،قرر عدد من الشباب الناشطين على شبكات التواصل الاجتماعي تغيير المعادلة ، واستعادة المبادرة والسيطرة ، الشباب اطلقوا عبر الفيس بوك حملة لمقاطعة احدى السلع التي لا تنفك ان ترتفع دون هوادة ، بسبب وبدون ، لذلك قرروا ان يطلقوا حملة لمقاطعة الالبان ..وها هي تنجح وتأخذ حيزا كبيرا من اهتمام الشباب والاسر ،هي تجربة رائدة وفكرة بناءة ،اذا ما كتب لها النجاح ، فانها ستنهي حتما حقبة استغلال واستقواء وهيمنة القطاع الخاص مرة وللابد .. فهل ستنجح في ذلك ؟
