كوريا الشمالية بحزامها الناسف...شهيدة أم انتحارية؟
جو 24 : تحدت كوريا الشمالية العالم وفجرت قنبلة هدروجينية دوى صداها في عواصم الدول النووية قبل غيرها وأحدث تسونامي دبلوماسيا وإعلاميا غمر العالم.
واشنطن، التي كانت رسالة بيونغ يانغ معنونة باسمها في رأس قائمة المستلمين، سارعت إلى التشكيك بقدرة بيونغ يانغ والطعن بمصداقية نجاحها التكنولوجي، مشيرة إلى أنه لم تتوفر لديها أدلة دامغة حتى الآن تثبت ادعاء بيونغ يانغ وتؤكد شدة تفجيرها.
التسويغ الأمريكي هذا مبرر، إذ سبق للولايات المتحدة حينما اقتضت حاجتها ذلك في العراق أن أبرزت أدلة اعترفت ببهتانها لاحقا، بعد أن أشهرها من على منبر الأمم المتحدة وزير الخارجية الأمريكي كولن باول لتبرير ضرب العراق والقضاء على برامجه العسكرية. كما يؤكد خصماء واشنطن أنها إذا ما أرادت إثبات شيء، فإنها تلجأ إلى شتى سبل الضغط بما فيها عرض تسجيلات التقطت بكاميرات هزازة ضعيفة الدقة ترصد مشاهد ضبابية تتبعها بأصوات تسمع من بعيد، فيما هي الآن تنفي وتشكك بتفجير بيونغ يانغ قنبلة ارتجت لها شبه الجزيرة الكورية واليابان وأقصى شرق روسيا وأجزاء من الصين.
وأشد أصداء قنبلة بيونغ يانغ الهدروجينية في الولايات المتحدة، تمثل في انهيال الجمهوريين كعادتهم على الرئيس باراك أوباما بأشد الانتقادات والاتهامات بالتقصير والتغاضي والتفرج، في وقت لو كان فيه قادرا على فعل شيء لما ادخر سعيا على ما يبدو. ففي سوريا وبعد سنوات من الوعيد والتهديد أقر الرئيس الأمريكي للواقع خلافا لدعاة الحرب في واشنطن، وسلم وحلفاء بلاده بعودة روسيا إلى الشرق الأوسط وتمترسها هناك.
عبارات شجب وإدانة بيونغ يانغ على اختبارها هذا والذي سبقته تجارب ناجحة على صواريخ بالستية تتوجت مؤخرا بإطلاق قمر اصطناعي إلى المدار، توالت من الأصدقاء قبل الأعداء والخصماء.
فبكين استدعت سفير كوريا الشمالية لديها وسلمته مذكرة احتجاج، كما عبر الكثير من المسؤولين الروس عن قلقهم إزاء بروز سلاح دمار شامل قرب الحدود الشرقية لروسيا، فيما دعت وزارة الخارجية الروسية إلى التهدئة رغم مجاراتها أعضاء مجلس الأمن في التلويح بعقوبات إضافية ضد بيونغ يانغ قد تكون أوجع.
وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي، تكاد تجمع بصوت واحد على ضرورة وضع بيونغ يانغ عند حدها، ونزع سلاحها وتقليم مخالبها، بل ربطها بجنزير يدميها في عنقها، فهي ماضية قدما في اختباراتها وتجاربها للاستحصال على سلاح ترى أنه قد يقيها شر قصف أطلسي أو "عملية إنسانية" على غرار ما شهدته ليبيا ودمار شامل يعود عليها بويلات لم تعرف لها حرب الكوريتين مثيلا.
وفي تحليل موقف بيونغ يانغ وموقف العالم الذي يتبنى إجماعا شبه كامل يرفض خطوات كوريا الشمالية، تتجلى صورة قاتمة ومظلمة ربما أسهمت في رسمها وسائل الإعلام، لنظام "متسلط مجرم في كوريا الشمالية يعدم الإنسان بوسائل وطرق يتنزه عنها "داعش"، فيما تؤكد بيونغ يانغ من جهتها أنها تخندقت دفاعا عن وجودها بعد زوال الاتحاد السوفيتي والتغيير الذي شهده العالم في التسعينيات وسكوت موسكو في عهد إدارة يلتسن عن ممارسات الغرب في أوروبا الشرقية والشرقين الأوسط والأدنى.
وفي التحليل أيضا، يفسر الخبراء موقف كوريا الشمالية وتفانيها في الحصول على سلاح دمار شامل، باعتقادها أنه لم يبق أمامها نتيجة لهذا الهلع سوى أن تتقوقع وتتمترس عندما رأت بأم العين كيف تقصف طائرات الأطلسي بلغراد بالقنابل المحرمة دوليا، وتسوي بالأرض مباني بغداد وجسورها ومؤسساتها بقذائف دخل في تركيبها اليورانيوم وعناصر مشعة شوهت النبات والحيوان قبل الانسان.
وعليه، فلسان حالها استنادا إلى ذلك كأنما يقول: الرمد أهون من العمى، والجوع أرحم من الموت ذلا وقهرا، فيما تؤكد دول العالم المتنفذة على ضرورة جعل شبه الجزيرة الكورية واحة خالية من أسلحة الدمار الشامل، وحلبة للنهوض الاقتصادي والتنمية المستدامة في جنوب شرق آسيا بما ينعكس خيرا على العالم بأسره.
وفي القياس، يذهب الكثير من المراقبين إلى المقارنة بين برنامج إيران النووي وطموحات كوريا الشمالية، ويعيدون إلى الأذهان طهران التي استطاعت أخيرا بشق الأنفس وبدعم روسي محاط بهالة كبيرة من التحفظات إتمام برنامجها النووي.
كما، يشيرون إلى أنها أفلحت في طمأنة العالم وإزالة مخاوفه بعد مفاوضات مضنية وشاقة استمرت لسنوات، كما يتساءلون حول السبب الذي يمنع بيونغ يانغ من السير على خطى طهران بما ينهي عزلتها ويزيل التوتر من شبه الجزيرة الكورية والعالم؟
فإيران حسب هذا الطرح، حصلت على الطاقة الذرية للإفادة من نعمتها في تطوير الاقتصاد والبحوث الطبية والتقدم، رغم أنها بذلت لقاء ذلك ثمنا باهظا اقتطعته من قوت المواطن ورفاهه، حتى بلغت مأربها المنشود وامتصت غضب دول الجوار وهدأت حفيظة العالم بأقل الخسائر.
وإذا كان امتلاك الطاقة الذرية، إن كان لأغراض سلمية أم عسكرية، عصيا على الدول إلى هذا الحد، فهل من الرحمة بالشعوب أن تستباح أراضيها وسيادتها وثرواتها، وتحرم من الاستخدام السلمي للطاقة الذرية بذريعة وجود طغم حاكمة تسير بها ضد التيار؟
أم أنه من الأجدى للشعوب بذل الغالي والنفيس وتسخير جميع طاقاتها بقيادة أنظمتها بغض النظر عن تصنيف الدول الكبرى لها، بحيث تحافظ على كراماتها واستقلالها حتى ييأس الخصماء ويقلعوا عن أفكارهم الملحة ويذعنوا لحقها في التقدم والتطور والعيش الرغيد في ظل مصدر لا ينضب من الطاقة؟
روسيا اليوم
واشنطن، التي كانت رسالة بيونغ يانغ معنونة باسمها في رأس قائمة المستلمين، سارعت إلى التشكيك بقدرة بيونغ يانغ والطعن بمصداقية نجاحها التكنولوجي، مشيرة إلى أنه لم تتوفر لديها أدلة دامغة حتى الآن تثبت ادعاء بيونغ يانغ وتؤكد شدة تفجيرها.
التسويغ الأمريكي هذا مبرر، إذ سبق للولايات المتحدة حينما اقتضت حاجتها ذلك في العراق أن أبرزت أدلة اعترفت ببهتانها لاحقا، بعد أن أشهرها من على منبر الأمم المتحدة وزير الخارجية الأمريكي كولن باول لتبرير ضرب العراق والقضاء على برامجه العسكرية. كما يؤكد خصماء واشنطن أنها إذا ما أرادت إثبات شيء، فإنها تلجأ إلى شتى سبل الضغط بما فيها عرض تسجيلات التقطت بكاميرات هزازة ضعيفة الدقة ترصد مشاهد ضبابية تتبعها بأصوات تسمع من بعيد، فيما هي الآن تنفي وتشكك بتفجير بيونغ يانغ قنبلة ارتجت لها شبه الجزيرة الكورية واليابان وأقصى شرق روسيا وأجزاء من الصين.
وأشد أصداء قنبلة بيونغ يانغ الهدروجينية في الولايات المتحدة، تمثل في انهيال الجمهوريين كعادتهم على الرئيس باراك أوباما بأشد الانتقادات والاتهامات بالتقصير والتغاضي والتفرج، في وقت لو كان فيه قادرا على فعل شيء لما ادخر سعيا على ما يبدو. ففي سوريا وبعد سنوات من الوعيد والتهديد أقر الرئيس الأمريكي للواقع خلافا لدعاة الحرب في واشنطن، وسلم وحلفاء بلاده بعودة روسيا إلى الشرق الأوسط وتمترسها هناك.
عبارات شجب وإدانة بيونغ يانغ على اختبارها هذا والذي سبقته تجارب ناجحة على صواريخ بالستية تتوجت مؤخرا بإطلاق قمر اصطناعي إلى المدار، توالت من الأصدقاء قبل الأعداء والخصماء.
فبكين استدعت سفير كوريا الشمالية لديها وسلمته مذكرة احتجاج، كما عبر الكثير من المسؤولين الروس عن قلقهم إزاء بروز سلاح دمار شامل قرب الحدود الشرقية لروسيا، فيما دعت وزارة الخارجية الروسية إلى التهدئة رغم مجاراتها أعضاء مجلس الأمن في التلويح بعقوبات إضافية ضد بيونغ يانغ قد تكون أوجع.
وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي، تكاد تجمع بصوت واحد على ضرورة وضع بيونغ يانغ عند حدها، ونزع سلاحها وتقليم مخالبها، بل ربطها بجنزير يدميها في عنقها، فهي ماضية قدما في اختباراتها وتجاربها للاستحصال على سلاح ترى أنه قد يقيها شر قصف أطلسي أو "عملية إنسانية" على غرار ما شهدته ليبيا ودمار شامل يعود عليها بويلات لم تعرف لها حرب الكوريتين مثيلا.
وفي تحليل موقف بيونغ يانغ وموقف العالم الذي يتبنى إجماعا شبه كامل يرفض خطوات كوريا الشمالية، تتجلى صورة قاتمة ومظلمة ربما أسهمت في رسمها وسائل الإعلام، لنظام "متسلط مجرم في كوريا الشمالية يعدم الإنسان بوسائل وطرق يتنزه عنها "داعش"، فيما تؤكد بيونغ يانغ من جهتها أنها تخندقت دفاعا عن وجودها بعد زوال الاتحاد السوفيتي والتغيير الذي شهده العالم في التسعينيات وسكوت موسكو في عهد إدارة يلتسن عن ممارسات الغرب في أوروبا الشرقية والشرقين الأوسط والأدنى.
وفي التحليل أيضا، يفسر الخبراء موقف كوريا الشمالية وتفانيها في الحصول على سلاح دمار شامل، باعتقادها أنه لم يبق أمامها نتيجة لهذا الهلع سوى أن تتقوقع وتتمترس عندما رأت بأم العين كيف تقصف طائرات الأطلسي بلغراد بالقنابل المحرمة دوليا، وتسوي بالأرض مباني بغداد وجسورها ومؤسساتها بقذائف دخل في تركيبها اليورانيوم وعناصر مشعة شوهت النبات والحيوان قبل الانسان.
وعليه، فلسان حالها استنادا إلى ذلك كأنما يقول: الرمد أهون من العمى، والجوع أرحم من الموت ذلا وقهرا، فيما تؤكد دول العالم المتنفذة على ضرورة جعل شبه الجزيرة الكورية واحة خالية من أسلحة الدمار الشامل، وحلبة للنهوض الاقتصادي والتنمية المستدامة في جنوب شرق آسيا بما ينعكس خيرا على العالم بأسره.
وفي القياس، يذهب الكثير من المراقبين إلى المقارنة بين برنامج إيران النووي وطموحات كوريا الشمالية، ويعيدون إلى الأذهان طهران التي استطاعت أخيرا بشق الأنفس وبدعم روسي محاط بهالة كبيرة من التحفظات إتمام برنامجها النووي.
كما، يشيرون إلى أنها أفلحت في طمأنة العالم وإزالة مخاوفه بعد مفاوضات مضنية وشاقة استمرت لسنوات، كما يتساءلون حول السبب الذي يمنع بيونغ يانغ من السير على خطى طهران بما ينهي عزلتها ويزيل التوتر من شبه الجزيرة الكورية والعالم؟
فإيران حسب هذا الطرح، حصلت على الطاقة الذرية للإفادة من نعمتها في تطوير الاقتصاد والبحوث الطبية والتقدم، رغم أنها بذلت لقاء ذلك ثمنا باهظا اقتطعته من قوت المواطن ورفاهه، حتى بلغت مأربها المنشود وامتصت غضب دول الجوار وهدأت حفيظة العالم بأقل الخسائر.
وإذا كان امتلاك الطاقة الذرية، إن كان لأغراض سلمية أم عسكرية، عصيا على الدول إلى هذا الحد، فهل من الرحمة بالشعوب أن تستباح أراضيها وسيادتها وثرواتها، وتحرم من الاستخدام السلمي للطاقة الذرية بذريعة وجود طغم حاكمة تسير بها ضد التيار؟
أم أنه من الأجدى للشعوب بذل الغالي والنفيس وتسخير جميع طاقاتها بقيادة أنظمتها بغض النظر عن تصنيف الدول الكبرى لها، بحيث تحافظ على كراماتها واستقلالها حتى ييأس الخصماء ويقلعوا عن أفكارهم الملحة ويذعنوا لحقها في التقدم والتطور والعيش الرغيد في ظل مصدر لا ينضب من الطاقة؟
روسيا اليوم