الجمعة يوم طبيعي
ياسر ابو هلاله
جو 24 : لا يختلف الأردنيون عن شعوب الأرض في تعاملهم مع يوم العطلة. وللتذكير، في عز الثورة المصرية، كانت الحياة بالقرب من ميدان التحرير في النيل وضفافه تسير بشكل طبيعي؛ ناس تستمتع بالحياة، وغير معنية لا بالثورة ولا بالنظام.
عندنا في الأردن حراك إصلاحي، لا ثورة. والحاشدون للمظاهرة اليوم يعلنون أن مطالبهم إصلاحية. والمشكلة في التحشيد ضدهم، وهو يتحدث بلغة مجرّمة قانونيا غير سلمية وعنفية، علانية وبلا مواربة.
أنا مع المسيرة المضادة، وأدافع عن حقها في التظاهر في المكان الذي تريد، حتى في نفس مكان مسيرة الخمسين ألفا. وعليهم في المقابل عندما يدعون إلى فاعلية أن يتقبلوا معارضيهم الذين يتجمعون في عين المكان. وستكون فرصة للحوار البناء حول سبل الخلاص من المشاكل الاقتصادية والسياسية.
في أخلاقيات الإعلام وقوانينه لا يجوز التحريض ولا التهديد، خصوصا على لسان المذيع أو الصحفي. ونقلها من باب "ناقل الكفر ليس بكافر"، يكون في سياق تحريري يوضح أن القناة أو الإذاعة لا تتبناه. ومع ذلك، فإن نتيجة التحريض جاءت عكسية تماما، ويمكن رصدها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. فعلى سبيل المثال، أنشأ شباب وشابات من أطياف فكرية وسياسية مختلفة مع الإخوان "هاش تاغ": "أنا مش إخوان ولكن".
ومن ضمن التغريدات تقرأ لولاء أبو سيدو، وهي من مظهرها لا تبدو من الإخوان، "المبالغة في تصويرهم كشياطين، وجعلهم كعدو، تزيد فضولي لمعرفة أفكارهم ومبادئهم وتعاطفي معهم"! أما الزميلة جمانة مصطفى، وهي معروفة بمواقفها الراديكالية الليبرالية، سواء في أشعارها أو في كتاباتها، فقررت تأسيس حركة باسم "أنا مش إخوان ولكن".
إن الربيع العربي حقيقة لا يمكن أغماض العين عينها، ومن يتعامون يلعبون في الوقت الضائع، ويضيعون على البلاد فرصا ووقتا. ولعل أبسط دروس الربيع حق تنظيم التظاهر. والكائن البشري تفوّق على باقي الكائنات لقدرته على التكيف، وعلى الجميع أن يتكيف مع الواقع الجديد لا أن يعانده.
أكتب قبل المظاهرة وكلي تفاؤل أنها ستمضي على خير، وأننا سننجح في الاختبار ولو كان صعبا، بعيدا عن لغة التخوين والتهديد، أو ممارسة العنف.
وفي تجربتنا البسيطة، ثبت أن الناس كسرت حاجز الخوف، ولم تعد ترهب من تصريح أو اعتداء، على العكس فإن الخروج عن النص كان مرتبطا دائما بالاعتداء على المتظاهرين السلميين.
yaser.hilala@alghad.jo
(الغد)
عندنا في الأردن حراك إصلاحي، لا ثورة. والحاشدون للمظاهرة اليوم يعلنون أن مطالبهم إصلاحية. والمشكلة في التحشيد ضدهم، وهو يتحدث بلغة مجرّمة قانونيا غير سلمية وعنفية، علانية وبلا مواربة.
أنا مع المسيرة المضادة، وأدافع عن حقها في التظاهر في المكان الذي تريد، حتى في نفس مكان مسيرة الخمسين ألفا. وعليهم في المقابل عندما يدعون إلى فاعلية أن يتقبلوا معارضيهم الذين يتجمعون في عين المكان. وستكون فرصة للحوار البناء حول سبل الخلاص من المشاكل الاقتصادية والسياسية.
في أخلاقيات الإعلام وقوانينه لا يجوز التحريض ولا التهديد، خصوصا على لسان المذيع أو الصحفي. ونقلها من باب "ناقل الكفر ليس بكافر"، يكون في سياق تحريري يوضح أن القناة أو الإذاعة لا تتبناه. ومع ذلك، فإن نتيجة التحريض جاءت عكسية تماما، ويمكن رصدها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. فعلى سبيل المثال، أنشأ شباب وشابات من أطياف فكرية وسياسية مختلفة مع الإخوان "هاش تاغ": "أنا مش إخوان ولكن".
ومن ضمن التغريدات تقرأ لولاء أبو سيدو، وهي من مظهرها لا تبدو من الإخوان، "المبالغة في تصويرهم كشياطين، وجعلهم كعدو، تزيد فضولي لمعرفة أفكارهم ومبادئهم وتعاطفي معهم"! أما الزميلة جمانة مصطفى، وهي معروفة بمواقفها الراديكالية الليبرالية، سواء في أشعارها أو في كتاباتها، فقررت تأسيس حركة باسم "أنا مش إخوان ولكن".
إن الربيع العربي حقيقة لا يمكن أغماض العين عينها، ومن يتعامون يلعبون في الوقت الضائع، ويضيعون على البلاد فرصا ووقتا. ولعل أبسط دروس الربيع حق تنظيم التظاهر. والكائن البشري تفوّق على باقي الكائنات لقدرته على التكيف، وعلى الجميع أن يتكيف مع الواقع الجديد لا أن يعانده.
أكتب قبل المظاهرة وكلي تفاؤل أنها ستمضي على خير، وأننا سننجح في الاختبار ولو كان صعبا، بعيدا عن لغة التخوين والتهديد، أو ممارسة العنف.
وفي تجربتنا البسيطة، ثبت أن الناس كسرت حاجز الخوف، ولم تعد ترهب من تصريح أو اعتداء، على العكس فإن الخروج عن النص كان مرتبطا دائما بالاعتداء على المتظاهرين السلميين.
yaser.hilala@alghad.jo
(الغد)