كيري مبعوثا لروسيا وإيران في الملف السوري!!
ياسر الزعاترة
جو 24 : لم يتوقع رموز المعارضة السورية أن يقفوا قبالة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، كأنهم أمام لافروف أو حتى عبد اللهيان (صوت المحافظين في حكومة روحاني)، ففي الرياض سمعوا منه لهجة تهديد أكثر من أي شيء آخر (إما أن تذهبوا إلى جنيف بالشروط المتاحة، وإلا فالعزلة!!).
في الرياض، تبنى كيري المبادرة الإيرانية، ووافق ضمنيا على مطالب الروس فيما خصّ وفد التفاوض وتسميته، ورفض في المقابل كل شروط المعارضة من وقف لقصف طيران الروس وطيران النظام، أو إفراج عن معتقلين أو تسهيل وصول المساعدات.
للتذكير فقط، أعني لتذكير شبيحة بشار ومن يؤمنون بهم وبخطابهم، فهذا الموقف الأمريكي، وهو انعكاس للموقف الإسرائيلي، لم يبرز اليوم أو أمس، وإنما كان كذلك طوال الوقت، فواشنطن هي التي كانت تضغط على الجميع ولا تزال من أجل منع وصول السلاح النوعي، وتحديدا مضادات الطيران للثوار السوريين، ولم تستخدم لهجة التهديد مع النظام إلا من أجل تسليم الكيماوي بحسب المطلب الصهيوني، لكن الشبيحة لم يتوقفوا عن ترديد حكاية المؤامرة من أجل تبرير موقف ساقط في مساندة طاغية ضد شعب خرج يطلب الحرية والكرامة كجزء من ربيع العرب، قبل أن تتحول سوريا لاحقا إلى محطة صراع مع جنون التوسع الإيراني، وبالطبع بعد أن ضُرب الربيع فيها، وأكمل عليه العرب الآخرون، أو كادوا بتعبير ادق.
جديد الموقف الأمريكي وهذا التحول السافر ضد المعارضة، لا يختلف عن المزاج الأوروبي، فهو نتاج الصفقات التجارية التي يحملها روحاني بعد رفع العقوبات، وهي التي يستفيد منها المحافظون في تغيير الموقف من سوريا تحديدا، فيما يستفيد منها روحاني بإنقاذ بعض العوائد لكسب الشارع بدل تركها لخصومه يضيعونها في الصرف على مشروع التوسع.
على أن الموقف الأمريكي الجديد بالضغط من أجل التفاوض، لا يعني أن هناك نية حقيقية وجادة لوقف النزيف السوري، وإن كان المسار الراهن مقبولا في حال تم التوصل إلى حل، وطبعا بوجود اتفاق مع الكيان الصهيوني على بقاء بشار والبنية الأساسية لنظامه، وذلك بوصفه الخيار المريح الذي لن ينبني عليه أي إزعاج، فالرجل سيحصل على بلد مدمّر، وبمرجعية إيرانية متصالحة مع الغرب، وأخرى روسية لن تقبل بأي إزعاج لتل أبيب.
أما الخيار الآخر ممثلا في استمرار المعركة، لزمن طويل آخر، فهو مقبول أيضا، لا سيما أن نهايته لن تختلف كثيرا، مع فارق أن طول المعركة سيفسح المجال أمام استنزاف أكبر لروسيا التي تغطرست أكثر من اللازم، هنا وفي أوكرانيا، ولا بأس من استنزافها من أجل إعادتها إلى حجمها الطبيعي.
في المقابل لم يجد المعارضون السوريون بدا من تحدي الإملاء الأمريكي، أقله إلى الآن، وذلك بضوء أخضر من الداعمين، رغم أن الوضع الميداني أخذ ينحرف لصالح النظام بقوة النيران الروسية، وبالمشاركة الأكبر من إيران وحزب الله، من دون أن يعني ذلك وجود أفق لحسم عسكري.
في ضوء ذلك، لا خيار لمواجهة هذه الموجة الجديدة من الضغوط غير لملمة وضع الفصائل المقاتلة، وتصعيد الدعم من أجل تحسين الأداء، وعندها يمكن تغيير الكثير من شروط اللعبة، بما في ذلك جعل “جنيف” محطة لتغيير حقيقي كما نصت جولته الأولى، وليس محطة لما يسمى حكومة وحدة وطنية، كأن الخلاف هو مع وائل الحلقي، وليس مع البنية الأمنية والعسكرية للنظام، وهي بنية طائفية يتصدرها بشار نفسه.
الدستور
في الرياض، تبنى كيري المبادرة الإيرانية، ووافق ضمنيا على مطالب الروس فيما خصّ وفد التفاوض وتسميته، ورفض في المقابل كل شروط المعارضة من وقف لقصف طيران الروس وطيران النظام، أو إفراج عن معتقلين أو تسهيل وصول المساعدات.
للتذكير فقط، أعني لتذكير شبيحة بشار ومن يؤمنون بهم وبخطابهم، فهذا الموقف الأمريكي، وهو انعكاس للموقف الإسرائيلي، لم يبرز اليوم أو أمس، وإنما كان كذلك طوال الوقت، فواشنطن هي التي كانت تضغط على الجميع ولا تزال من أجل منع وصول السلاح النوعي، وتحديدا مضادات الطيران للثوار السوريين، ولم تستخدم لهجة التهديد مع النظام إلا من أجل تسليم الكيماوي بحسب المطلب الصهيوني، لكن الشبيحة لم يتوقفوا عن ترديد حكاية المؤامرة من أجل تبرير موقف ساقط في مساندة طاغية ضد شعب خرج يطلب الحرية والكرامة كجزء من ربيع العرب، قبل أن تتحول سوريا لاحقا إلى محطة صراع مع جنون التوسع الإيراني، وبالطبع بعد أن ضُرب الربيع فيها، وأكمل عليه العرب الآخرون، أو كادوا بتعبير ادق.
جديد الموقف الأمريكي وهذا التحول السافر ضد المعارضة، لا يختلف عن المزاج الأوروبي، فهو نتاج الصفقات التجارية التي يحملها روحاني بعد رفع العقوبات، وهي التي يستفيد منها المحافظون في تغيير الموقف من سوريا تحديدا، فيما يستفيد منها روحاني بإنقاذ بعض العوائد لكسب الشارع بدل تركها لخصومه يضيعونها في الصرف على مشروع التوسع.
على أن الموقف الأمريكي الجديد بالضغط من أجل التفاوض، لا يعني أن هناك نية حقيقية وجادة لوقف النزيف السوري، وإن كان المسار الراهن مقبولا في حال تم التوصل إلى حل، وطبعا بوجود اتفاق مع الكيان الصهيوني على بقاء بشار والبنية الأساسية لنظامه، وذلك بوصفه الخيار المريح الذي لن ينبني عليه أي إزعاج، فالرجل سيحصل على بلد مدمّر، وبمرجعية إيرانية متصالحة مع الغرب، وأخرى روسية لن تقبل بأي إزعاج لتل أبيب.
أما الخيار الآخر ممثلا في استمرار المعركة، لزمن طويل آخر، فهو مقبول أيضا، لا سيما أن نهايته لن تختلف كثيرا، مع فارق أن طول المعركة سيفسح المجال أمام استنزاف أكبر لروسيا التي تغطرست أكثر من اللازم، هنا وفي أوكرانيا، ولا بأس من استنزافها من أجل إعادتها إلى حجمها الطبيعي.
في المقابل لم يجد المعارضون السوريون بدا من تحدي الإملاء الأمريكي، أقله إلى الآن، وذلك بضوء أخضر من الداعمين، رغم أن الوضع الميداني أخذ ينحرف لصالح النظام بقوة النيران الروسية، وبالمشاركة الأكبر من إيران وحزب الله، من دون أن يعني ذلك وجود أفق لحسم عسكري.
في ضوء ذلك، لا خيار لمواجهة هذه الموجة الجديدة من الضغوط غير لملمة وضع الفصائل المقاتلة، وتصعيد الدعم من أجل تحسين الأداء، وعندها يمكن تغيير الكثير من شروط اللعبة، بما في ذلك جعل “جنيف” محطة لتغيير حقيقي كما نصت جولته الأولى، وليس محطة لما يسمى حكومة وحدة وطنية، كأن الخلاف هو مع وائل الحلقي، وليس مع البنية الأمنية والعسكرية للنظام، وهي بنية طائفية يتصدرها بشار نفسه.
الدستور