jo24_banner
jo24_banner

جاكلين سوفاج نالت عفواً رئاسياً... ضحية قتلت زوجاً إغتصب بناته

جاكلين سوفاج نالت عفواً رئاسياً... ضحية قتلت زوجاً إغتصب بناته
جو 24 : أصدر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إعفاء من عقوبة السجن لجاكلين سوفاج (66 عاماً) ضحية قتل زوج إغتصب بناته. لفت البيان الصادر عن قصر الإليزيه أن سوفاج، التي حكم عليها بالسجن 10 سنوات بعد إقدامها على قتل زوجها العنيف في العام 2012 ، يتيح لها تقديم طلب إطلاق مشروط.

شرح الإليزيه أن الرئيس هولاند أراد في وضع إنساني إستثنائي أن يجعل عودة جاكلين سوفاج إلى عائلتها أمراً ممكناً في أقرب وقت ممكن.

الرأي العام الفرنسي إنتصر

كسب الرأي العام الفرنسي والصحافة الفرنسية و الجمعيات النسائية المعركة التي إنتهت بإطلاق جاكلين سوفاج المرأة التي عانت العنف الأسري من زواجها على مدى 47 عاماً وعرفت خلال شهادات بناتها أن زوجها كان يغتصبهن. لقد تأثر الرئيس هولاند باللقاء الذي جمعه ببناتها نهاية الأسبوع الماضي. فقد رفعت كل من سيلفي، كارول و فابيان كتاباً للرئيس هولاند الثلثاء 22 كانون الأول وصفت فيه مدى العذاب التي عرفته والدتهن .

وصف الكتاب الموجه إلى هولاند "مدى خطر الموت الذي لاحق والدتهن منذ 47 عاماً"، وذكر الكتاب أن "والدهم كان ينهال يومياً بالضرب على جاكلين سوفاج والدتهن".

واكب الرأي العام الفرنسي ثلاثة أيام من جلسات محاكمة جاكلين سوفاج. وتابع الإعلام الفرنسي ولاسيما كبريات الصحف الفرنسية " لوموند"، "ليبراسيون" و"لو بوان" تفاصيل هذه الجلسات التي تصدرت نشرات الأخبار.

على صفحتها الأولى، تبنت صحيفة "ليبراسيون" الدعوة إلى إطلاق سراح سوڤاج، وطالبت بعفو رئاسي بعد أكثر من 165 ألف توقيع على عريضة-مدعومة بأصوات برلمانية- تتوجه إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وأرفقته بنص لبيار بينيتي تحت عنوان "دفاع شرعي". وأسس موقع خاص حمل إسم Change.orgوفيه عريضة مطلبية لإصدار عفو رئاسي لجاكلين سوفاج والتي حملت 340 ألف توقيعاً.

لم يقف التحرك المدني عند هذا الحد بل بادرت النائبة في حزب الجمهوريين الفرنسيين فاليري بويي إلى تحفيز 30 نائباً على توقيع عريضة طالبوا فيها بإطلاق جاكلين سوفاج لأسباب إنسانية. ورددت بويي مراراً أنه قبل " أن تكون قاتلة ...جاكلين سوفاج ضحية". وتطورت الأمور لتصل إلى تحركات في الشارع حمل فيها بعض الفرنسيين و مناصرين من الجمعيات النسائية يافطات طالبت فيها بتحرير " جاكلين سوفاج من السجن" أو "إطلاق سراحها فوراً".

يوم الجريمة

يوم الجريمة التي قلبت حياة جاكلين سوفاج في 10 أيلول 2012، نزلت إلى الطابق الأرضي من منزلها، حملت البندقية وتوجهت إلى الشرفة، لحقت بزوجها نوربير مارو وأطلقت عليه ثلاثة رصاصات في الظهر. تبرر سوفاج جريمتها بأنها كانت ضحية للعنف والضرب لمدة 47 عاماً.

كان يمكن لسوفاج ( 66 عاماً) أن تنال حكماً بالسجن مدى الحياة لولا شهادة إبنتها البكر سيلفي (50 عاماً) التي أكدت أمام المحكمة أن والدها كان يغتصبها ويتحرش بها وبشقيقتها الأصغر كارول. أفادت شهادات الجيران وسكان البلدة أن زوج جاكلين كان رجلا شرسا وعنيفا جداً.

في 9 أيلول 2012 أي عشية الجريمة، إنتحر بسكال إبنهما الوحيد في ذلك المساء بشنق نفسه في بيته. لم تكن جاكلين سوفاج على علم بإنتحار إبنها ليشكل دافعاً لقتل زوجها رغم أنها تعي تماماً أنه كان عرضة للعنف والضرب من والده.

في 28 تشرين الأول 2014، أصدرت المحكمة العليا الفرنسية قرارها النهائي بسجنها 10 سنوات من دون مراعاة حقها بالدفاع عن النفس. في 1 كانون الأول 2015، أصدرت قاضية الإستئناف في محكمة " بلوا" الكائنة في وسط فرنسا، حكمها النهائي بسجنها 10 سنوات. لكن مرافعة الدفاع أصرّت في حينها على أن الحكم لم يراع عنف القتيل الذي مارسه في حق زوجته على مدى 47 عاماً من الحياة الزوجية. تحرك الرأي العام مطالباً الرئيس فرانسوا هولاند بإلتماس عفو رئاسي لها.

لماذا خضعت جاكلين للعنف الزوجي مدة 47 عاماً؟

قبل عرض تقارير أعدّها أطباء نفسيون للحالة النفسية لجاكلين سوفاج، لا بد من الإشارة إلى أنها تزوجت في 4 حزيران 1965 من نوربير مارو وهي في سن المراهقة.

فرض الزواج نفسه عليهما بعد أن إكتشفت جاكلين أنها حامل. رزق الثنائي 4 أولاد بسكال الإبن الوحيد و ثلاث بنات سيلفي، كارول وفابيان. ولم يرغب أشقاء جاكلين بزواجها من نوربير لأنه لم يكن حسن السمعة. ورغم ذلك، لم تتردد في الزواج منه مع الإشارة إلى أن جاكلين عايشت في طفولتها "وطأة " عنف والدها الذي مارسه بوحشية لافتة في حق والدتها.

إنتقم نوربير من ذوي زوجته بسبب رفضهم له. بعد أن أعالت والدة جاكلين العائلة لأعوام عدة، أمرَ نوربير زوجته بقطع علاقتها بأهلها. لم يستمر نوربير في وظائف عدة ولم يتردد يوماً في معاشرة النساء.

أبدى الأطباء النفسيون في تقريرهم الأول المتزامن مع الجلسة الأولى للمحكمة "عدم تفهم للأسباب التي دفعت جاكلين للخضوع لممارسة زوجها العنيفة والوحشية في حق العائلة"، لكن التقرير لحظ أن "جاكلين سوفاج لا تعاني من أي إضطراب نفسي و لا تشكل خطراً على السلامة العامة." في المحكمة الثانية، لفت التقرير النفسي لجاكلين سوفاج إلى أن " جاكلين إمرأة تمتلك ردة فعل لأن جيرانها أفادوا التحقيق بأنهم شاهدوها وهي تصفع زوجها بعد معرفتها بإقامته علاقة خارج إطار الزواج"، لكن التقرير أفاد أن "جاكلين لم تنتفض على العنف الذي تلتقته من زوجها بل فضلت أن تلتزم بدور الضحية ."

إغتصاب الفتيات ... وتحرك الرأي العام

شكلت إفادة سيلفي مارو، البنت البكر لجاكلين سوفاج البالغة اليوم 50 عاماً، دعماً كبيراً لتخفيف الحكم على والدتها من سجن مؤبد إلى حكم من 10 سنوات. وذكرت سيلفي أنها تعمدت وشقيقاتها إبلاغ الوالدة بجرم والدهم خوفاً من تفاقم المشكلات في المنزل وزياد حزن والدتهم . أدلت سيلفي بشهادة مؤلمة قالت في إحداها " إن أبيها كان ينتظر غياب والدتها من المنزل ليختلي بشقيقتها في الحمام". وأضافت:" كان يهوى أن يرمينا أرضاً لمجرد أن يهدىء أعصابه!!!."

هكذا كان الرأي العام نموذجاً لإنتصار المرأة المعنفة.... فهل نحتذي به؟

النهار
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير