2024-12-24 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

مرض نادر يفتك بفرح

مرض نادر يفتك بفرح
جو 24 : يتنافسون في ضوء النهار على المقاعد والحصص والتعيينات، يختلفون أمام عدسات الكاميرا، يشتمون ويهددون، ويتناولون العشاء خلسة في منازلهم الفخمة ليلاً، ربّما على ضوء الشموع أيضاً. والشعب مسكين، يتخبّط في مرارة الواقع، يدفع ثمن قراراتهم وتحالفاتهم. منه من يتشرّد، منه من يصبح عاطلاً عن العمل ومنه من يهاجر. ثمّة أرواح تموت من الفقر، وأخرى تعاني أمراضاً مزمنة تنخر عظامها وتعذّب جسدها حتى رحيلها إلى السماء حيث العدالة والراحة الأبدية. فرح تعاني من مرض Tirosinemia المزمن، وقد أنهك جسدها الطري حتى استسلم للمرض وهو الآن يرقد بانتظار الخلاص.
تطفئ فرح شموعها الـ 16 قريباً وهي في مستشفى الهيكلية في طرابلس.

تتحدّث شقيقتها ريهام لـ "النهار" عن معاناة فرح التي تعيش على دواء غير متوافر في لبنان وذي ثمن مرتفع. "اعتاد والدي أن يؤمّن كلفة المبلغ طوال سنين، إلاّ أنه يعجز عن ذلك اليوم نتيجة إصابته بذبحة قلبية. لا أحد يساعدنا على تأمين الدواء لفرح الموجودة في المستشفى منذ أسبوع". لا تنعم فرح بطفولة أو مراهقة طبيعية، فمرضها يمنعها من تناول "المنتوجات الحيوانية والاكتفاء بالمأكولات النباتية فقط. كما لا يمكنها التوجه إلى المدرسة لطلب العلم كغيرها من الأولاد لأنّ المرض لا يسمح لها بتخزين المعلومات، فتنسى دائماً ما تتعلّمه". عند نفاد دواء فرح وانقطاعها عن تناوله كما هو حاصل معها حالياً، تصاب فرح "بأزمة عصبية وهلوسة، يجفّ جسمها من الماء فيتلف من التعب. لا يمكنها اليوم تناول الطعام أو الشرب لأنّ جسمها المرهق لم يعد يتقبل الطعام نتيجة انقطاع الدواء". وفي حديث لـ "النهار" تقول والدة فرح عن لحظة ولادتها:"ولدت فرح وهي طبيعية جداً، تزن 4 كيلوغرامات ونصف الكيلو. في عمر الشهرين ونصف الشهر، عانت حالة إسهال وقيء جعلتها تدخل المستشفى يومين. ولكنها عادت وانتكست من جديد فدخلت المستشفى، وقد حصل ذلك للمرّة الثالثة توالياً. عندها أكّد الطبيب الدكتور ميشال خوري أنها تعاني شيئاً غير طبيعي، وشخصت حالتها بأنها تعاني الـ Tirosinemia. من بعدها أرسل فحوصاتها للجامعة الأميركية للتأكّد من صحة التشخيص، وقد بيّنت النتائج صحته. في هذه الأثناء، بدأت فرح تخسر الكالسيوم، البوتاسيوم والفوسفور وغيرها من المعادن من طريق البول. فلجأنا لإلى اختصاصية كبد للأطفال، وقد لجأت للفحص نفسه الذي اتبعه الدكتور خوري وأرسلت النتائج إلى فرنسا. تأكّدنا عندها من المرض وبحثنا عن الدواء الذي نعجز عن شرائه اليوم والذي يؤدي إلى استقرار حالتها، فالامتناع عنه يعرّض حالتها للخطر. وهذه أصعب المراحل التي نمرّ بها".

النهار
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير