100 مليون دولار لتطوير محطة لتوليد الكهرباء
توقع مدير المؤسسات المالية في البنك الاوروبي للإعمار والتنمية فرانسيس ماليج خلال مقابلة مع «الرأي» أن يتم التوقيع على اتفاقية استثمار مع الاردن بقيمة 100 مليون دولارلتطوير محطة لتوليد الكهرباء بالقرب من عمان قبل نهاية الشهر الحالي ، ويأتي المشروع للمساعدة في تلبية النقص الحاد في الطاقة في الأردن وهو أحد المشاريع المدرجة على جدول أعمال البنك في المستقبل القريب.
وبين ماليج أن الاردن يواجه العديد من التحديات الاقتصادية والمالية مع العلم أنه يتمتع بإمكانية كبيرة ليتطور اذ يحتوي على كوادر ومنتجات جيدة ستساهم بشكل كبير في تطوير القطاع المالي، كما تظهر المؤشرات أنه يتقدم بسرعة.
واضاف أن البنك الأوروبي سيساهم في تطوير الاسواق وتطوير ادارة المخاطر، وفي هذا السياق لقد وقع البنك الاوروبي لإعادة الإعمار والتنمية والبنك الاستثماري اتفاقا لتأسيس خط تمويل تجارة بمبلغ 30 مليون دولار أمريكي لدعم معاملات التجارة الدولية ، وسوف يدعم هذا التسهيل البنك الاستثماري في تطوير منتجات جديدة، وهو امتداد ’لبرنامج تسهيل التجارة‘ التابع للبنك، الأمر الذي يجعل من السهل على الشركات بيع منتجاتها في الخارج وشراء المعدات التي تحتاجها من الموردين الأجانب وذلك من أجل تحقيق النمو.
وتأتي هذه الاتفاقية ضمن التمويل الذي اقره مجلس إدارة البنك لـ 3 مشاريع في الأردن وتونس والمغرب، ضمن الصندوق الخاص الذي انشئ في ايار لتوسيع البنك نشاطاته في اربع من «الديموقراطيات العربية الناشئة ويأتي ذلك في خطوة مهمة نحو الاستجابة لموجة التغيير السياسي والاقتصادي في دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط.
كما كشف أن البنك شارك في اجتماع شراكة دوفيل التي تضم عددا من بلدان المنطقة والأردن والتي تركز بشكل أساسي على النمو الاقتصادي من خلال دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم.
وأضاف أن عملية الحوار مع المؤسسات والشركات الاردنية وغيرها العربية ستستمر خلال المرحلة المقبلة للوقوف على سبل التعاون والاتفاق بين البنك وهذه المؤسسات.
أما فيما يتعلق بمكاتب البنك في المنطقة فلقد تم افتتاح مكاتب في دول منطقة جنوب وشرق المتوسط الأربع وجاري تعيين مدراء لقيادة فرق العمل الوطنية، وبين أنه متوقع خلال الشهور القليلة القادمة سيتم تحويلها إلى مكاتب دائمة.
ويشار الى أن الأردن أصبح عضوا في البنك الأوروبي للإعمار والتنمية بهدف الاستفادة من استثمارات ودعم البنك بداية العام الحالي.
وبهذا ينضم الأردن إلى كل من تونس ومصر والمغرب كمساهمين في البنك الأوروبي للإعمار والتنمية في المنطقة الجنوبية والشرقية للبحر الأبيض المتوسط. وهذه البلدان الأربعة ستكون مستهدفة بالدعم في إطار الشراكة التي انطلقت دوفيل تحت الرئاسة الفرنسية لمجموعة الثمانية في أيار 2011 استجابة للتغيرات التاريخية الجارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث ستتم العملية على ثلاث مراحل سمحت بالفعل بتمويل دفعة أولى من المساعدة التقنية من المنح المقدمة من طرف الجهات المانحة.
ويذكر أن المرحلة الاولى شهدت اعتماد صناديق التعاون التقني من قبل البنك الأوروبي، أما المرحلة الثانية فشهدت إنشاء صندوق خاص من شأنه أن يسمح ببدء استثمارات البنك الأوروبي للإعمار والتنمية في البلدان الأربعة.
ويهدف البنك إلى تطبيق الخبرة التي اكتسبها في مجال دعم العملية الانتقالية في وسط وشرق أوروبا ووسط آسيا خلال العقدين الماضيين ، ويأمل أن يأخذ على عاتقه تشجيع تنمية القطاع الخاص.
البنك ومنطقة جنوب وشرق المتوسط
أكد ماليج أن البنك استطاع خلال الفترة القليلة الماضية تمويل عدد من مشاريع تعتبر بداية لسلسة من الاستثمارات في منطقة جنوب وشرق المتوسط، والتي من المتوقع أن تصل إلى 2.5 مليار يورو سنويًا بحلول عام 2015، وشملت المشاريع غير خط التمويل للبنك الاستثماري، التعهد بمبلغ 20 مليون يورو للصندوق المغاربي للاستثمار (MPEF) عدد 3 التابع لشركة تونانفست- أفريقانفست وهي واحدة من شركات الأسهم الخاصة المحلية في تونس والمغرب. سوف يتم استخدام التمويل المتاح من قبل البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية للاستثمار في الأسهم والاستثمارات المرتبطة بالأسهم بالدرجة الأولى في المشاريع الصغيرة والمتوسطة في منطقة جنوب وشرق المتوسط.
بالإضافة الى قرض بقيمة 20 مليون يورو على شريحتين متساويتين لبنك المغرب سوسيتيه جنرال (SGMB) للإقراض للمشاريع متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة. كما يقدم البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لبنك المغرب سوستيه جنرال تسهيلاً بقيمة 5 ملايين يورو لتمويل التجارة لدعم أعمال زبائنه، بما في ذلك التجارة مع أطراف من الدول التي يعمل بها البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية.
ويسعى البنك الى تطوير القطاع الخاص في صميم استجابته للحاجة الملحة إلى تحسين الظروف الاقتصادية في المنطقة الجديدة، وتعزيز تنمية الأعمال الصغيرة التي يمكن أن تساعد على خلق فرص عمل في منطقة تعد البطالة بين الشباب خاصة من المشاكل الاجتماعية الرئيسة.
وتتضمن الأولويات الأخرى للمنطقة المساعدة على تحسين نوعية الحياة من خلال تحسين الخدمات المحلية، والعمل على تأمين إمدادات الطاقة والحد من الهدر عن طريق دعم تطوير مصادر مستدامة للطاقة.
ويشار الى انه تم تحديد عدد من القطاعات التي تتطلب الاستفادة الفورية من استثمارات البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية وهي: القطاع المالي، وتوفير التمويل للمشاريع الصغيرة والمتوسطة عن طريق البنوك وصناديق الأسهم، وقطاع الطاقة، بما في ذلك كفاءة الطاقة، والخدمات البلدية مثل المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي والبنية التحتية بالتعاون مع القطاع الخاص، والصناعات الزراعية، والتي تتضمن التركيز بشكل كبير على إشراك شركات القطاع الخاص.
ويذكر أن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية ينسق العمل في دول منطقة جنوب وشرق المتوسط عن كثب مع المنظمات الدولية الأخرى من أجل التفاعل المناسب لاحتياجات الاستثمار الكبيرة.
البنك والوضع الاوروبي والعالمي
وبين أن التوقعات غير المتفائلة للاقتصادات المتقدمة بالرغم من تأثيرها على البلدان اتي يستثمر فيها البنك, ليس لها اثر كبير على البنك الأوروبي لأننا نأخذ بعين الاعتبار المناخ الاقتصادي عندما نرسم خططنا الاستثمارية. وتتمتع منطقة جنوب وشرق المتوسط بفرص استثمار جيدة والدليل على ذلك هو مباشرة البنك بأول مشاريعه.
ويملك البنك الأوروبي للإعمار والتنمية قدرة استثمار على المدى المتوسط، ويأخذ أي قرار يبادر به المساهمون من أجل بدء استثمارات واسعة النطاق بعين الاعتبار الإصلاحات السياسية والاقتصادية الجارية في البلدان المعنية.
ويذكر أن البنك الأوروبي للإعمار والتنمية الذي تأسس في عام 1991 استجابة للتغيرات الكبرى في المناخ السياسي والاقتصادي في أوروبا الوسطى والشرقية بعد سقوط جدار برلين ويشرف على إدارته 61 بلدا والاتحاد الأوروبي، والبنك الأوروبي للاستثمار، ويعتبر البنك الانتقالي الوحيد في العالم والذي يركز في اعماله على عملية الانتقال من الاقتصاد الموجه إلى اقتصاد السوق الذي يتطلب فتح مجموعة هائلة من التحول الهيكلي، خاصة و أن تعزيز دور القطاع الخاص باعتباره الركيزة الأساسية لاقتصاد السوق الحر والمفتوح كان حاسما في عملية التحول الديمقراطي. الراي
