تدمير أنفاق غزة ومصلحة اسرائيل!!
ياسر الزعاترة
جو 24 : لم نكن في حاجة إلى أن يقول وزير البنى التحتية الصهيوني أن تدمير أنفاق غزة الحدودية مع مصر قد تم بطلب من كيانه، حتى نتأكد من ذلك، فالمشهد واضح كل الوضوح، إذ تحصل دولة الاحتلال على وضع في القاهرة لم تحلم به في أي يوم من الأيام، بما فيها تلك العشرية البائسة التي كان مبارك خلالها يسعى لاسترضاء الصهاينة من أجل تمرير التوريث، تماما كما كان يفعل مدير مخابراته عمر سليمان الذي كان بدوره يقدم أوراق اعتماده كخليفة أفضل لأمن الكيان ومصالحه من جمال مبارك.
نقول ذلك لأن الحديث عن الأنفاق كتهديد للأمن القومي المصري هو محرض هراء، فهي كانت موجودة بعلم السلطات، وما يجري فيها كذلك، ومن يديرون غزة لم يصلوا حد الجنون كي يستعْدوا شريانهم الوحيد على العالم الخارجي، ممثلا في مصر، كما أن المخابرات المصرية ليس بهذا المستوى من الضعف كي لا تعرف ما يمر عبر الأنفاق.
وإذا كانوا يبررون تدمير الأنفاق بتهديد الأمن القومي، فما صلة معبر رفح بذلك، هو الذي لم يُفتح طوال عام 2015 لأكثر من 40 يوما، ربما ليس بدوام كامل أيضا؟!
تحويل غزة إلى سجن، وابتزاز حركة حماس هو جزء لا يتجزأ من برنامج تركيع المقاومة من أجل عيون الصهاينة من دون أن ننسى أن لمحمود عباس دور على صعيد تشريع الحصار؛ هو الذي يبذل الكثير من الجهد لكي يُرضي النظام الذي يبدو أقرب إلى خصمه الألد محمد دحلان، مع العلم أنه لا وجود لخلاف سياسي بين الاثنين، إذ يؤمن كلاهما بالمفاوضات والتعاون الأمني ونبذ المقاومة المسلحة، بل حتى غير المسلحة أيضا.
ولعل اللافت في حكاية الوزير الصهيوني هو الغضب من تصريحاته في الأوساط الأمنية والعسكرية؛ فقد ذكر يوسي ميلمان، معلق الشؤون الاستخبارية في صحيفة معاريف، أن جنرالات في الجيش وقادة في المخابرات قالوا إن تطوع الوزير بالكشف عن تفاصيل حساسة عن طابع التعاون الأمني بين إسرائيل ومصر يهدد الأمن القومي الإسرائيلي ويمسُّ بقدرة تل أبيب على مواصلة الاستفادة من العلاقات الوثيقة مع القاهرة. وقالوا إن تلك التصريحات تمثل ضربة دعائية للنظام المصري وتمنح خصومه في الداخل والخارج الفرصة لمهاجمته استنادا لهذه الاعترافات غير المسبوقة في وضوحها.
البعد الآخر في القصة هو المتعلق بالداخل المصري، فقد صمت الإعلام المصري صمت القبور حيال تلك التصريحات، وحين كانت وسائل إعلام خارجية تطلب تعليقات على الخبر من أحدهم داخل مصر، كان الرد أن ذلك كذب إسرائيلي لتشويه الرئيس .
الأسوأ بطبيعة الحال هو البعد المتعلق ببعض أدعياء القومية، وشبيحة إيران في الساحة المصرية، وهم أيضا صمتوا وتجاهلوا القصة برمتها، بينما يتحدثون عن أمريكا كأنهم ثوريون أمميون، لكأن هناك فرقا بين أمريكا والكيان الصهيوني، أو حتى بوتين الذي يتمتع بدوره بعلاقات حميمة مع نتنياهو.
الدستور
نقول ذلك لأن الحديث عن الأنفاق كتهديد للأمن القومي المصري هو محرض هراء، فهي كانت موجودة بعلم السلطات، وما يجري فيها كذلك، ومن يديرون غزة لم يصلوا حد الجنون كي يستعْدوا شريانهم الوحيد على العالم الخارجي، ممثلا في مصر، كما أن المخابرات المصرية ليس بهذا المستوى من الضعف كي لا تعرف ما يمر عبر الأنفاق.
وإذا كانوا يبررون تدمير الأنفاق بتهديد الأمن القومي، فما صلة معبر رفح بذلك، هو الذي لم يُفتح طوال عام 2015 لأكثر من 40 يوما، ربما ليس بدوام كامل أيضا؟!
تحويل غزة إلى سجن، وابتزاز حركة حماس هو جزء لا يتجزأ من برنامج تركيع المقاومة من أجل عيون الصهاينة من دون أن ننسى أن لمحمود عباس دور على صعيد تشريع الحصار؛ هو الذي يبذل الكثير من الجهد لكي يُرضي النظام الذي يبدو أقرب إلى خصمه الألد محمد دحلان، مع العلم أنه لا وجود لخلاف سياسي بين الاثنين، إذ يؤمن كلاهما بالمفاوضات والتعاون الأمني ونبذ المقاومة المسلحة، بل حتى غير المسلحة أيضا.
ولعل اللافت في حكاية الوزير الصهيوني هو الغضب من تصريحاته في الأوساط الأمنية والعسكرية؛ فقد ذكر يوسي ميلمان، معلق الشؤون الاستخبارية في صحيفة معاريف، أن جنرالات في الجيش وقادة في المخابرات قالوا إن تطوع الوزير بالكشف عن تفاصيل حساسة عن طابع التعاون الأمني بين إسرائيل ومصر يهدد الأمن القومي الإسرائيلي ويمسُّ بقدرة تل أبيب على مواصلة الاستفادة من العلاقات الوثيقة مع القاهرة. وقالوا إن تلك التصريحات تمثل ضربة دعائية للنظام المصري وتمنح خصومه في الداخل والخارج الفرصة لمهاجمته استنادا لهذه الاعترافات غير المسبوقة في وضوحها.
البعد الآخر في القصة هو المتعلق بالداخل المصري، فقد صمت الإعلام المصري صمت القبور حيال تلك التصريحات، وحين كانت وسائل إعلام خارجية تطلب تعليقات على الخبر من أحدهم داخل مصر، كان الرد أن ذلك كذب إسرائيلي لتشويه الرئيس .
الأسوأ بطبيعة الحال هو البعد المتعلق ببعض أدعياء القومية، وشبيحة إيران في الساحة المصرية، وهم أيضا صمتوا وتجاهلوا القصة برمتها، بينما يتحدثون عن أمريكا كأنهم ثوريون أمميون، لكأن هناك فرقا بين أمريكا والكيان الصهيوني، أو حتى بوتين الذي يتمتع بدوره بعلاقات حميمة مع نتنياهو.
الدستور