jo24_banner
jo24_banner

أذرع داعش تتقطع على صخرة الاردن

د. رلى الحروب
جو 24 :

هزت حادثة اربد وجدان كل الاردنيين، وشحذت مشاعر الوحدة الوطنية خلف الهدف الواحد: حماية الأمن، لأننا إن فقدنا الأمن فقدنا معه التنمية والاحلام والمستقبل وفقدنا حق الحياةوالمشاركة والحماية والنمو، وبدونه، تضحي كل برامجنا ومشاريعنا وأهدافنا وخططنا في السلطات الثلاث مستحيلة.

ولكن، وبقدر فوائد المصائب في أنها تجمع الناس رغم تبايناتهم، وتوحدهم رغم خلافاتهم، إلا أن أحداث اربد المؤسفة تدلل على جملة من المؤشرات لا بد من التوقف أمامها.

أولها: أن خطر داعش يتمدد وبدأت نيرانه تستهدفنا، وهذا يعني ان الجهات التي دعمت داعش وسهلت عملها في سوريا والعراق تسعى الى ايصال رسائل تهديد للأردن لثنيه عن أي خطوات قادمة أو دور قادم ربما يلعبه، ومن ذلك مشاركته في الحرب البرية.

ثانيها: أن الصراع في الاقليم ربما يشهد تطورات كبرى لأن محاولة بعض الاطراف نقل الصراع من داخل سوريا الى الاردن تدلل على عجز تلك الجهات عن حل مشكلتها داخليا وسعيها الى توسعة دائرة الصراع.

ثالثها : أن الفكر الداعشي ما زال يلقى حواضن شعبية في الكثير من الزوايا في مجتمعنا، فأعضاء الخلية الارهابية التي لوحقت في اربد كانوا أردنيين، وهذا يستدعي معالجات سياسية وفكرية ودينية وثقافية واعلامية شاملة متوسطة وطويلة المدى، وليس معالجات أمنية قصيرة المدى فقط، كما يتطلب يقظة من المواطنين للتبليغ عن أي عناصر مخربة يشتبهون فيها لاستباق الجريمة قبل وقوعها.

أما المؤشر الأهم، فهو تلك القدرة الفائقة لأجهزتنا الأمنية مجتمعة وعلى رأسها جهاز المخابرات العامة الذي يتمتع بكفاءة منقطعة النظير، والذي يعد المسؤول الأول عن إحباط كل المحاولات التخريبية التي لطالما حاولت استهداف الاردن عبر عقود من الزمن.

إن فخرنا بجهازنا الأمني في عمله الاستخباري الاحترافي الرفيع وجهده العالمي في مواجهة الارهاب وإحباطه، ونجاحاته المتعددة، ومنها قصص لا يعرفها إلا الذين عاشوا أحداثا متصلة بها، يجب أن يقترن بمواصلة دعم عمله المهني لأنه صمام أماننا في مواجهة المؤامرات الخارجية والداخلية.

وأخيرا، فإن للأمهات أن يفخرن بأبنائهن وبناتهن البواسل الذين يعملون ليل نهار لحماية أمن الوطن والمواطنين.أما أنت يا أم الشهيد النقيب البطل#‏راشد_الزيود فلك أن تتيهي فخرا بهذه الرجولة، ونحن معك نسطر بدموع الفخر مجد البطل، وقلوبنا الخاشعة الى الله تدعو له بالدرجات العلى في الجنة ليكون شفيعا لآل بيته، وليكون رفيق الانبياء والأولياء والصديقين، كما تدعو للمصابين عسكريين ومدنيين بالشفاء العاجل.

قوة الاردن ليست في المال ولا في المساحة ولا في الموارد، قوة الاردن في العقل، فعقول أبنائه في الأزمات تلجم عاطفتهم، وعاطفة أبنائه في الأزمات شفافة وإن تعددت ألوانها، وهذا هو كنزنا الذي لن يسلبنا إياه أحد.

 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير