حرب الاقوال ليست ندا لحرب الافعال
د. رلى الحروب
جو 24 :
رد فعل الحكومة الاردنية تجاه تصريحات وتصرفات وزير المالية الاسرا_ئيلي وحكومته اليمينية منذ تشكيلها الى اليوم لا يرقى الى الحد الادنى المطلوب من الفعل الرادع ويعكس اما ضعفا شديدا في توظيف الاوراق التي يملكها الاردن واما عجزا في ادراك خطورة ما يقوم به هذا اليمين المتطرف وما هو قادر على القيام به بعد ان بات اليوم في حيز الفعل السلطوي ضمن نظام عالمي تتهاوى قواه الكبرى بسرعة بعدما أوهنتها احداث شتى اخرها ونقطة الفصل فيها الحرب الروسية على اوكرانيا وتداعياتها الاقتصادية والسياسبة والامنية المخيفة.
اقتحام الاقصى ومجازر جنين ونابلس والتهديد بمسح حوارة من الوجود ونشر خارطة اسرائيل العقدية التي تعتبر الضفتين ارضا لها ومن على منبر رسمي في باريس، وانكار وجود شعب فلسطيني او ارض اردنية ذات سيادة والتوسع في الاستيطان وهدم بيوت الفلسطينيين وتهجيرهم ليست الا جزءا صغيرا من قادم اكبر وأخطر.
ماذا أعددنا للمواجهة؟ وكيف سنخوض حربنا المقبلة وجبهتنا الداخلية في اسوأ حالاتها من انعدام الثقة بين الشعب والمؤسسات، واقتصادنا يترنح، ومواطننا مسحوق معدم مديون فاقد للامل، ومؤسساتنا مشلولة، وقياداتنا تختبئ؟
الكرامة ليست انشودة نرتلها دونما تبصر، الكرامة فعل دائم متواصل، ونحن اليوم وفي ذكراها أحوج ما نكون الى استلهامها فعلا لتحديد مسار مختلف لطريقنا الذي يراد لنا ان نمشي فيه الى حتفنا.
الكرامة فعل، والسيادة فعل، والدولة فعل، والاعتداء على الكرامة والسيادة والدولة افعال، والافعال تواجه بالافعال لا بالاقوال.
"واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم." صدق الله العظيم.