jo24_banner
jo24_banner

ورش تلوث مناطق سكنية في العاصمة

خالد الزبيدي
جو 24 :
بث برنامج يحدث اليوم التلفزيوني أمس على القناة الرئيسية فقرة عرضت مدى معاناة المواطنين في منطقة المقابلين جراء تمادي ورش صناعية وخدمية ومعامل الطوب، التي تلوث البيئة وتزعج القاطنين، وتحول عيشهم الى جحيم، كما تراكمت اكوام النفايات ومكبات للحفريات، والصور التي بثها التلفزيون الرسمي تؤكد الاستهتار بأبسط حقوق المواطنين، وتظهر التقصير الكبير في تقديم الخدمات البلدية. وفي متابعة مقدم البرنامج الزميل مأمون شنيكات اجاب احد المسؤولين في منطقة المقابلين..ان هذه الورش ومعامل الطوب مرخص لها بالعمل وان هناك مخالفات سيتم دراستها، اي ان ما يعانية المواطن في وادٍ وتعامل المسؤول المعني في وادٍ آخر، والاصل ان يتم ترحيل الورش الصناعية والخدمية الملوثة وشركات خلط الاسمنت وقص حجر البناء والرخام بعيدا عن العاصمة والمدن الرئيسية، إذ توجد مناطق مخصصة لهذا النوع من العمل. ما يعانيه سكان منطقة المقابلين ليس لوحدهم، وهناك عدد من المناطق شرق وغرب العاصمة تتوسع فيها ورش صناعية متنوعة في منطقة صويلح على سبيل المثال، ومناطق اخرى، والسبب في ذلك تراخي امانة عمان الكبرى، ووزارتي البيئة والصناعة والتجارة، وهذه الجهات الثلاث يجب ان تحمي المواطنين والتشدد في منح التراخيص وعدم تجديدها وانذارهم بالاخلاء خلال فترة زمنية محددة، فالمناطق السكنية تخصص للمساكن فقط والخدمات غير الملوثة ضمن مناطق خدمية تحت رقابة محكمة، الا ان الواقع يؤكد غير ذلك، فالعاصمة والمدن الرئيسية تعاني فوضى عارمة في هذا المجال. الطريق الدولي الذي يربط جنوب المملكة بالشمال وتحديدا من بوابات مدينة الحسين الطبية الى نفق دوار صويلح، يوجد أكثر من اربعة مصانع كبيرة، تشوه المنطقة وتتعدي على الشارع، وتحوله الى مصفات للعاملين، ومحطات للتنزيل والتحميل.. ترهق المارة ومستخدمي الطريق، وتشهد المنطقة صباحا ومساء ازدحامات مرورية خانقة، اما الشاحنات الكبيرة التي تورد الرمل والاسمنت يوميا تحول المنطقة الى كارثة بيئية، وفي ساعات متأخرة تبدأ احدى شركات الاسمنت الجاهز بتنظيف خلاطاتها العملاقة بالمياه التي تسيل الى الشارع الرئيسي محملة ببقايا الاسمنت، وتتحول مع ساعات الصباح الى غبار يؤذي العامة من القاطنين والمارة والنبتات والمباني. المطلوب من الامانة وموظفيها وكذلك مفتشي وزارة البيئة القيام بجولات ميدانية للتأكد مما تقدم، ويمكن تقديم صور بليغة لما تحدث عن التلفزيون الاردني امس، وما نكتبه في هذه المقالة، فالاوضاع لايمكن السكوت عنها والقبول بها، فالعاصمة التي كانت من انظف العواصم اصبحت في حالة يرثى لها .. 
 

الدستور
تابعو الأردن 24 على google news