معا نصل..
جو 24 :
أطلقت الحملة الوطنية للمطالبة بنقل عام آمن ومنظم "معا نصل" أول خريطة شعبية للمواصلات العامة في عمان، والتي تبين معظم مسارات خطوط الحافلات والكوستر وبعض خطوط السرفيس بما يتيح للمواطنين معرفة نقاط الانطلاق والنهاية ويسهّل التنقل بين المناطق المتباعدة.
ذلك المنجز الكبير جاء بجهود تطوعية لأعضاء حملة "معا نصل"، لكنّ الفائدة ستكون أكبر إن تعاونت الجهات الرسمية المعنية بذلك، وعلى رأسها ادارة السير المركزية وأمانة عمان الكبرى وهيئة تنظيم النقل البري.
في الحقيقة، إن واقع النقل العام في العاصمة والمحافظات سيء للغاية، ولا يمكن للمواطن أن يستقلّ إحدى وسائط النقل إلا مرغما وتحت ضغط ظروف العيش التي وضعته الحكومة فيها، ولطالما كنا نبرز شكاوى المواطنين المتعلقة بوسائط النقل وممارسات سائقيها والعاملين عليها "الكنترول" لكن دون أي استجابة.
المشكلة أن الجهات المعنية عن قطاع النقل العام كانت دائما تطالب المواطنين عبر وسائل الإعلام بإيصال الشكاوى إليها حول التجاوزات التي يرصدونها والمشكلات التي يعانوها، رغم أن تلك الشكاوى متكررة على معظم الخطوط داخل العاصمة وخارجها.
تعلم هيئة تنظيم قطاع النقل البري حجم المشكلات التي يتسبب بها "الكنترول"، وهو الذي يجعل استقلال وسائل النقل العام أمرا منفرا للركاب، كما تعلم ادارة السير المركزية أن جميع باصات "الكوستر" لا تلتزم بعدد الركاب المقرر وأنها تكدّس الركاب بشكل لا يُطاق ولا يمكّن الفتيات وحتى الشباب من استقلال تلك الحافلات، كما أن ادارة السير مطلعة على عدم التزام العديد من خطوط السرفيس والتكسي بالقانون، لكن كلا الطرفين يطلبان من المتضرر تقديم شكوى رسمية بحق المخالفين.
مشكلة المواطن أنه وصل مرحلة اليقين بأن شكواه ربما تعالج بشكل فردي وسيعود في اليوم التالي لاستقلال وسائل النقل العام ويواجه نفس المشكلة، والحلّ الوحيد يكمن بتكثيف وادامة دوريات السير والمباحث المرورية على جميع الخطوط العاملة وبخاصة التي تكثر الشكاوى عليها.. وهنا نذكر خط سرفيس (الوحدات-المستشفيات)، باصات (عمان-البيادر) و(صويلح-البيادر) بالاضافة لعموم التكاسي التي ترفض التحميل إلا حسب مزاج وبما يرضي طمع بعضهم.