jo24_banner
jo24_banner

كواليس بيع النادي الارثوذكسي.. وتحالفات البانكرز

كواليس بيع النادي الارثوذكسي.. وتحالفات البانكرز
جو 24 :

ياسر شطناوي – تتجه أنظار وقلوب الاخوة الارثوذكس والعمانيين عموما يوم السبت إلى النادي الارثوذكسي بمنطقة عبدون، حيث دعت الهيئة الادارية أعضاء الهيئة العامة العاملين، والذين لا يتجاوزون 300 عضو من أصل 12000 عضو مشترك في النادي للتصويت على قرار بيع مقرّ النادي وقطعة الأرض المقام عليها في عبدون لمستثمر مجهول وربما شراء نادي ديونز على طريق المطار.


في الحقيقة، لا يمكن فهم وترجمة الغاية التي يسعى من ورائها البعض لبيع النادي الارثوذكسي ونقل مقرّه ربما إلى نادي ديونز على طريق المطار، من دون الإلتفات الى الإرث التاريخي والحضاري لهذا النادي وارتباطة الوثيق بأبناء العاصمة عمان منذ عشرات السنين.

هذا النادي الذي سطّر بمكانته أروقة منطقة عبدون، وتبللت جنبات الخيريين من الآباء والاجداد في بنائه وتشييده ليكون صرحاً أردنياً يحاكي قوة التلاحم والتعاضد والألفة بين ابناء الوطن الواحد.

حسابات مالية..

تبلغ مساحة النادي الارثوذكسي المقام في عبدون 31 دونما، فيما يقدّر خبراء سعر الدونم الواحد بنحو 1.5-2 مليون دينار على أقل تقدير؛ هذا إذا ما تم فرز القطعة وبيعها بشكل مجزأ، أي أن سعر الأرض وحدها يقدّر بـ55-60 مليون دينار، لكن الحديث المتداول أن النية تتجه للبيع بمبلغ 28-30 مليون دينار، أي أقل من السعر المفترض بـ25-30 مليون..

هذا طبعا بخلاف قيمة مبنى النادي المشيّد في عبدون.. وهي القيمة التي ستذهب أدراج الريح بحجة أن المشتري الجديد لا يريد المبنى ويتجه لهدمه بعد الشراء!

لا نعلم حقيقة كيف يستقيم الأمر لدى رجل الأعمال ميشيل الصايغ، وهو الذي يتصدر التيار المؤيد لبيع النادي وانتقاله إلى الموقع الجديد؟! كيف لإداري مثله أن يقبل التضحية بملايين الدنانير بحجة أن المشتري لن ينتفع منها؟

بالاضافة لتك القيم الرقمية المهمة جدا، هناك كلف اضافية ستترتب على النادي في حال الانتقال إلى موقع جديد مثل نادي ديونز؛ وستحتاج ادارة النادي لصيانته وتوسعة مرافقه وانشاء أخرى بملايين الدنانير المضافة لقيمة المنشأة الجديدة والتي قيل أن بنك كابيتال سيبيعها بـ21.5 مليون دينار، علما بأن قيمة المتر في منطقة نادي ديونز لا تتجاوز وحسب تقديرات دائرة الأراضي 65-75 دينار للمتر.

قيمة تاريخية واجتماعية مهمشة..

يبرز في قضية بيع النادي رأي وزان لدى أعضاء ومشتركي النادي الارثوذكسي، ويرى أصحاب هذا الرأي ضرورة عدم الموافقة على نقل المقرّ ولو كان المقابل "مليار دينار"، حيث أن النادي الارثوذكسي ليس مجرّد بناء بل قيمة تاريخية عُرفت بها عبدون وصار جزءا أساسيا من المكان.

كما يرى هؤلاء أن موقع النادي القائم في عبدون مناسب جدا للجميع، لكن الموقع المقترح يستوجب أن يكون الزائر متفرغا له بشكل كامل حتى يرتاده، ما يُقلل من عدد رواده ومرات زيارته، وبالنتيجة يُضعف الترابط الاجتماعي لمشتركي النادي.

ويلفت أصحاب ذلك الرأي إلى أن الأهالي ربما لن يتقبلوا ذهاب أبنائهم وأطفالهم إلى طريق المطار بدلا من عبدون، حيث أن كلّ شخص يعتبر سلامة ابنه أولوية لديه في أي نشاط، كما أنهم يرفضون قول الصايغ إن "حضور أغلب الندوات لم يكن يتجاوز 25-50 شخصا".

ويؤكد اولئك على رفضهم أن يقوم مجموعة من (البانكرز) وأصحاب رأس المال ببيع النادي الذي يعتبر أحد أهم البصمات التاريخية لعاصمتنا بهدف تحصيل بعض الدنانير، ويؤكدون أيضا رفضهم عقد المزادات والمزاودات على قيم المواطن التاريخية دون النظر الى البعد الثقافي والمعنوي لهذا الصرح.

كواليس الصفقة ولماذا ديونز؟!

أحاديث كثيرة تدور بين مشتركين في النادي الارثوذكسي حول كواليس الصفقة، وفي الحقيقة إن المنطق يرفض كثيرا منها، فلا يمكن أن يهدف الصايغ الذي يرأس مجلس ادارة البنك التجاري إلى تخليص "كابيتال بنك" الذي يرأس مجلس ادارته الوزير الأسبق باسم السالم من نادي ديونز، حتى لو كان البنك المركزي قد اشترط على "كابيتال بنك" بيع "ديونز" خلال عامين تجنبا لفرض غرامة سنوية قيمتها مليون دينار.

إذن، لماذا؟! لا بدّ من ايجاد سبب اخر أكثر منطقية يجعل "البانكرز" يتوافقون على تلك الصفقة المثيرة؛ خاصة وأن النادي الارثوذكسي لا يعاني أية أزمات مالية بل إنه من أفضل النوادي تجهيزا وقوة مالية، كما أن مقرّه يقع في إحدى أرقى مناطق العاصمة الحيوية.

مصاعب منتظرة

يشكك العديد من مشتركي النادي الارثوذكسي بجدوى الصفقة التي يسعى البعض لإتمامها رغما عن كثير من الأعضاء، ويشير اولئك إلى صعوبات منتظرة ستواجه النادي الارثوذكسي عند انتقاله إلى "ديونز"، فترخيص الأخير قائم على أرض زراعية غير داخلة في التنظيم وترخيصه لاستعمال نادي، والموقع أيضا غير موصول بشبكة الصرف.

ويلفت اولئك إلى أن "ديونز" أقام محطة تنقية على قطعة الأرض التابعة له، إلا أن كلفة تشغيلها كانت مرتفعة للغاية بالاضاف إلى كونها كانت تتعطل كثيرا ولا يُعلم مدى صلاحيتها الان.
تابعو الأردن 24 على google news