معتقلو الحراك.. ملح الأرض

جو 24 : ربما ينتظر ثلاثة من معتقلي الحراك: عبد الله محادين، وفادي مسامرة، وعدي الختاتنة، "مكاتيب" يتسلون بقراءتها أثناء إضرابهم المفتوح عن الطعام، الذي ابتدؤوه، أمس، للمطالبة بالإفراج عنهم.
ورغم نقلهم إلى زنازين انفرادية، ومحاولة إدارة السجن منْع تقديم الماء والملح لهم، لضمان عدم قدرتهم على الاستمرار بالإضراب، فإن قصة واحدة للكاتب عزيز نيسين ربما تذكرهم بـ"الخارج"، وتدفعهم إلى الصمود.
تتضمن قصة "إذا" رسالة وجهها الكاتب إلى صديقه، يقول فيها: "صديقي الغالي فلفل. إذا لم تَضِع رسالتي هذه في مكتب البريد، وإذا لم تُنسَ في مكان ما، واجتازت الرقابة بسلام، وإذا استطاع عامل البريد قراءة العنوان، وبقيت في بيتك، الذي تسكن فيه، وسددت الضرائب المستحقة عليك، فإني آمل أن تصل إليك".
تسألني عن موعد زواجي من خطيبتي.. إذا وجدت حبيبتي عملاً ما، ولم يطردها مديرها من عملها بحجة أنها لا تعطيه ما يريده، وإذا استطعنا براتبي وراتبها استئجار بيت، وإذا تحقق الازدهار الذي وعدنا به رئيس مجلس الوزراء وزاد راتبي الشهري، وإذا تحسن مستوى الحياة، الذي من يوم عرفت هذه الدنيا، وأنا أسمع بأنه سيتحسن، فإني سأتزوج قريباً جداًً.
أما بالنسبة لنا.. فإذا لم تنقطع المياه، والغاز، ولم يبيعوا مزيداً من مؤسسات القطاع العام، ويحاكموا المسؤولين الفاسدين، ولم يزيدوا أسعار الرغيف، فسنكون على ما يرام.
بالنسبة إلى أخي الصغير.. فإذا لم يحشر مع تسعين طفلاً في صف واحد مثلما حصل السنة الماضية، وإذا انقضت السنة دون تأمين معلمين للمواد كافة، وإذا لم يحولوا السنة الدراسية إلى نظام الفصول الثلاثة، وإذا استطاع أن يقدم مواد تكميلية بسبب رسوبه في الفصل الثاني، فإن أخي الصغير ربما ينجح السنة أيضاً.
ذهبت وسألت عن "الشيء" الذي تسألني وتريد معلومات عنه، وقد حصلت على المعلومات التالية: إذا خرج السمك إلى اليابسة، وإذا نبت الشعر على وجه الأجرد، وإذا بنى الجاموس عشاً له على أغصان شجر الصفصاف، وإذا أصبح ذو البشرة السوداء أبيض اللون، وإذا غسلت القطة غسيلها، وإذا صعدنا إلى السماء بسلم، فإن الذي سألتني عنه سيحدث حتماً.(العرب اليوم)