سياسي عرقل وآخر فضح الشبكة.. وما لغز الفتاة المقتولة بالمعاملتين؟

لم يعد غريباً أن نسمع عن التوقيفات والاقفالات الناتجة عن ممارسات مخلة بالاداب، وابرزها الدعارة في لبنان، وخصوصا في المعاملتين التي صار "صيتها سابقها". ولكن، لا بد من ان يكون وقع خبر توقيف احدى اكبر شبكات الدعارة والاتجار بالبشر في تلك المنطقة الاحد الماضي، جد مفاجئ، لا بل صادما، بكل ما تحمله الصدمة من معان.

عمل هذه الشبكة التي تتاجر بالبشر باساليب وحشية ومقززة، يمكن وصفها بوحشية الحيوانات، ليس جديدا، كما ان مركزيها (Chez Maurice وSilver) اللذين اقفلا الاحد الماضي "مشهورين"، ولكن لم التأخر في التحرك، التوقيف والاقفال؟

بحسب معلومات "لبنان 24"، فان الملف كان قد فتح منذ فترة، وتم توقيف عدد من الاشخاص المسؤولين عن الموضوع، غير أنه وبسحر ساحر، عاد كل شيء الى ما كان عليه، وعاد سير عمل الشبكة بشكل "طبيعي"، وذلك بعدما توجهت شخصية سياسية معروفة الى احد المراكز الأمنية المولجة مكافحة الجرائم، ودفع مبلغا من عشرات آلاف الدولارات كرشوة لاقفال الملف وكأن شيئا لم يكن.

ولكن، الملف اعيد فتحه في الفترة الاخيرة، وقد تم تحويله من المركز الامني السابق، جهاز أمني آخر (مع العلم ان هذه الجرائم ليست من اختصاص الجهاز الأمني الذي كلف بالقضية)، بسبب إصرار جهة سياسية على السيطرة على الوضع، بعد فرار 5 فتيات تمكن من ضرب المسؤولة عنهن ليخرجن من سجنهن، وتوجهت احداهن (سورية الجنسية) الى قريبتها المتزوجة من لبناني فاعل في احد الاحزاب المعروفة، واخبرتها بكل ما يجري.

وعلى الفور، تدخلت الجهة السياسية لحماية الفتاة الهاربة، وكل من الفتيات المسجونات في المعاملتين، وتم ابلاغ قوى الامن التي استدركت الموضوع، وتابعت القضية بحذافيرها لتتمكن من تنفيذها بشكل دقيق، ونتج عنها توقيف عدد من المجرمين الفارين من وجه العدالة، ونقل الفتيات الضحايا الى مركز مخصص للعناية بهن، كما يتم العمل على انجاز اوراقهن القانونية، بعدما كان قد تم شراؤهن من سوريا، وادخالهن الى لبنان بشكل غير شرعي ومن دون اوراق ثبوتية.

بالاضافة الى كل ذلك، القصة لم تنته بعد، فعمل قوى الامن مستمر، بهدف القضاء بشكل كلي على هذه الشبكة، وبهدف الكشف عما تبقى من مستور حاول مجرمو المعاملتين اخفاءه.

إذا، اللغز الذي سيشكل مفترقا اساسيا في هذه القضية، بحسب ما كشفت مصادر مطلعة على التحقيقات لـ"لبنان24"، هو اختفاء فتاة من المرجح ان تكون قد قتلت، وذلك بعد فرارها من ايدي الظلم مع 4 فتيات اخريات، الا ان المجرمين تمكنوا من القاء القبض عليها. وتشير التحقيقات الى احتمال تخلص الشبكة من هذه الفتاة، كدرس تخويف وتهديد لغيرها من الفتيات، كي لا يفكرن بالفرار. واضافت المصادر ان الشخص المسؤول عن اختفائها، والذي يَعرف مكانها، معروف باسم "الخال"، وهو حالياً موضع ملاحقة.لبنان24