الغاز الإسرائيلي ليس خيارا وطنيا
الغاز المسال متاح في اكثر من 20 محطة تصدير في العالم من الشرق الى الغرب، ومع ذلك يقر امين عام وزارة الطاقة والثروة المعدنية ان الغاز الاسرائيلي خيار اردني رابع في ظل تعطيل محكمة اسرائيلية استكمال اتفاق اردني اسرائيلي لاستيراد الغاز من الكيان الصهيوني الذي يكيد لنا على الدوام، وفي تصريحات تنطوي على تهويم منفر ان الاتفاق هو مجرد بين شركات اردنية هما ..البوتاس العربية، والكهرباء الوطنية، وكأن الدولة الاردنية شيء وشركاتها الوطنية شيء آخر، ويذهب البعض التأكيد تارة بأن الغاز الاسرائيلي هو استيراد من شركة امريكية، وتارة اخرى هو من الغاز المستورد هو من قبالة شواطئ غزة لتخفيف وطأة التطبيع المجاني مع عدو يناصبنا العداء.
صفقات الغاز مع الكيان الصهيوني تقدر قيمتها حسب الاتفاق الاولي بأكثر من 15 مليار دولار اكثر من 55% من المبلغ يرفد خزينة تل ابيب، وهذا المبلغ يقوي شوكة الغدر الاسرائيلي الذي يقتل الاطفال ويتمادى في غيه لمحاكمة وسجن الاطفال بحجج واهية، ويتناسى المجتمع الدولي وتبعه النظام العربي ان الكيان الصهيوني هو منبع الارهاب وجذوته في المنطقة والعالم العربي، وان انكاره للحقوق الوطنية الفلسطينية والعربية هو المحرك الاول لما يجري في المنطقة من اختلالات اقليميا وارتدادات عالمية.
هناك مواقف دولية رافضة للتعاون مع شركات تستثمر وتصدر منتجاتها الى الاسواق الاوروبية وتفرض مقاطعة على منتجاتها ايمانا بأن الاستثمار في المستوطنات الاسرائيلية هو اعتداء صارخ على الفلسطينيين، وتجاوز على قرارات دولية وعملية السلام التي انطلقت في مؤتمر مدريد قبل ربع قرن، ومع ذلك نجد مسؤولين يصرحون بأن الغاز الاسرائيلي خيار اردني بغض النظر اذا كان الاول او الاخير، وان تراجع مرتبة هذا الخيار لاسباب اسرائيلية، وليست ارادة اردنية، ان هذه التصريحات غير مقبولة جملة وتفصيلا، فالشارع الاردني لم يقبل بالتعاون مع الكيان الصهيوني لاسيما في سلعة استراتيجية وارتكازية في الاقتصاد وهي الطاقة.
التسويف والمماطلة الذي تمت ممارسته حيال مشاريع التعاون والشراكة مع اسرائيل لم ولن تفيد الاقتصاد الاردني، من الغاز الى قناة البحرين ( الاحمر - الميت ) فالجانب الاسرائيلي لا يرى في هذه الاتفاقيات والمشاريع الا مصالحة ذاتية اولا واخيرا، ويتعامل بنوع من التسلط ومطار رامون تمناع شمال ايلات بقرب من مطار الملك الحسين الدولي برغم احتجاج الاردن، حيث تشكل حركة الطيران على المطار الجديد اضرارا على حركة الطيران في مطار الملك الحسين الدولي..التعاون غير المتكافئ مع اي طرف من الاطراف اضرار بالسيادة الاردنية، والمشاريع مع الكيان الصهيوني مثال حي على ذلك.