البيروقراطية الوطنية
نائل الزبيدي
جو 24 :
يخطئ من يظن أن الهجوم المتكرر الذي تتعرض له البيروقراطية الاردنية محض صدفة، لا تحمل في ثناياها مواقف وغايات مسبقة، إذ يجري تشويه صورة الجهاز البيروقراطي بطريقة ممنهجة الغرض منها تهشيم صورة الإدارة العامة في الدولة ككل.
فتسليط الضوء على وزارات بعينها كوزارة التربية والتعليم ووزارة الداخلية (تحديداً)، يجري في سياق التحضير لاستحقاقات قادمة، الغرض منه محاولة تحييد قدرتها على خلق كوابح أمام تلك الاستحقاقات والتي ستشكل بالضرورة عامل ضغط على المستويين الاقتصادي والاجتماعي.
إن التحالف (غير البريء) وغير المعلن ما بين الليبرالية (الفجة) مع العماه الاصولي، يتمثل في سعي كليهما للوصول الى فوضى يتم عبرها ادامة تركيب المجتمع وفق ما تقتضيه مصالح تحالفهم (غير المقدس).
إن تغييب من يصنفوا (قسراً) عن الحكومات السابقة، خلق حالة أشبه ما تكون بالتشظي الاقتصادي عكس نفسه اجتماعياً ، كنتيجة لسياسات لم تأخذ بالحسبان ادنى اعتبار للعوامل الاجتماعية في قراراتهم.
خلاصة القول إن عصب الدولة والمتمثل بالادارة العامة تبقى (على اشكالاتها) ضرورة وطنية تفرض على الجميع احترامها وابعادها عن الحسابات النفعية الخاصة ، ولأن الادارة العامة تترجم السياسات ولا تصنعها.