السرقة
فخري الفلاح النصر
جو 24 : قال تعالى : {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }المائدة38.
السرقة : هي اخذ مال الغير دون حق شرعي ودون علمه, شيء مادي أو معنوي أو كتابي من شخص أخر ثم ينسبه إليه.
هناك السرقة المادية تكون بأخذ الممتلكات المادية , الأموال او العقارات ,وهناك السرقة الاقتصادية تكون في المؤسسات العامة والدوائر الحكومية ما يعرف بالمال العام , وهذه من أكثر جرائم السرقة منتشرة بين الناس , يحللون مال الدولة ويحللون كل ما يدخل في جيوبهم وبطونهم ويصلونه سعيرا وذاك من اكبر المحرمات عند الله سبحانه وتعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً }النساء10, ويوم القيامة يطلب منهم مسامحة من جميع البشر المشتركين في هذا الشيء المادي.
وسرقة المال العام تعرف بقضايا الفساد الاقتصادي , وهناك الفساد السياسي والفساد الاجتماعي والفساد الأخلاقي, وكلها سرقة تحتاج إلى تطبيق الشرع وقطع اليد, يا ترى لو طبق الشرع الإسلامي كم يد غير مقطوعة في البلد؟؟؟؟؟
الفساد الاقتصادي في بلدنا منتشر بشكل كبير ومتغول عليه من قبل زمرة من الحرامية, متمركزة في مناطق حساسة وتستلم مناصب وقيادات , وتشرع القوانين وتعين وتزيل الموظف حتى يخدم مصلحتهم الخاصة ,ويسرقون بطرق قانونية وإمام الناس وفي عز النهار , ويلبسون افضل الملابس ويركبون افضل السيارات , وأنت تعرف أن ذاك سرقة, لكن لا تستطيع أن تعمل شي, وبالعكس قد توقع على الفاتورة مجبرا أخاك لا ظلم .
وهناك السرقة العائلية التي تحدث بين افراد الاسرة الواحدة , سرقة الارث ,الأب يسرق ويعطي ولد ويحرم أخر, أو يحرم البنت من الورثة , أو يزيد في حصة ولد عن أخر أليس ذلك من المطففين قال تعالى : {وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ }المطففين1 {الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ }المطففين2 {وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ }المطففين3 {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ }المطففين4, اليست هذه سرقة وتطفيف في الوزن الارث؟؟؟....نعم انها سرقة وتطفيف في الحصص بين الاولاد والبنات لا يحاسب عليها القانون الوضعي الأرضي , لكن يحاسب عليها قانون رب العالمين يوم لا ينفع مال ولا بنون قال تعالى : {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ }الشعراء88.
وهناك السرقة المعنوية هي أن تسرق الفرحة والبهجة من الغير , تسرق الأحلام والطموح والسعادة والمستقبل , وتكون السرقة من خلال التشويش والتعكير على الناس مزاجهم, وإشاعة الذعر والخوف بينهم, ونشر المغالطات والإشاعات والأخبار السيئة والفوضى, وان تعمل على مكر وخداع الناس , ونقل النميمة وإخبار الغير والشبك والنفاق بين الناس, ونقل الإخبار السيئة والسلبية بينهم , وإشاعة المشاكل الاجتماعية والمشاكل الطائفية.
هناك سرقة المناصب العليا والوظائف والقيادة من الغير من خلال تدخل الواسطة والمحسوبية والرشوة التي حرمها الله قال صلى الله عليه وسلم : لَعَنَ اللَّهُ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ وَالرَّائِشَ .... علما بان المناصب العليا لا تأتي الا بالرشوة, او بقدرة قادر والله على كل شيء قدير, وهي محسوبة على زمرة من الناس هم أولاد الباشوات الوزراء والنواب والأعيان واصحاب النفوذ , وتقسم بينهم كما تقسم الكعكة على اكلتها .
وهناك سرقة الأدوار والمناصب والدورات التي تعطى في الوظيفة من خلال التقرب إلى الرئيس المباشر أو المسئول عن ذلك , مع اكل حق الغير والفسفسه وتتبع اخبار الغير ونقلها الى الرئيس مباشره ,ويكون مساح للجوخ وهزاز للذنب.
وهناك سرقة الأفكار والنظريات والمعلومات العلمية والأدبية من أصحابها الأصلين , بان تنسب فكرة أو المعلومة لك وتنسى صاحبها ولا تشير إليه , وما أكثرها وتكون بين العلماء الملفين والكتاب والمحررين في الصحف والوكالات الاخبارية, والسرقة العلمية من سرقة كتب او افكار أو رسالة ماجستير ودكتوراه يحاسب عليها قانون المطبوعات والنشر, وما تكسبه من وراء ذلك حرام .
وهناك السرقة الثقافية والادبية والدينية والقيمية والاخلاقية الموجودة على الفيس بوك والوتسب, وهي سرقة محببة لها فائدة اجتماعية دينية لا باس في ذلك , هدفها نشر العلم والمعرفة وثقافة والقيم والاخلاق بين الناس, و إصلاح ذات البين , وتعمل على سرعة نشرها ولك الأجر والثواب ان شاء الله , وأخير ندعو الله ان يوفقنا ويصلح حالنا ونودي الأمانة التي كرمنا الله بها قال تعالى : إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً }الأحزاب72.
الدكتور فخري النصر
22/4/2016
السرقة : هي اخذ مال الغير دون حق شرعي ودون علمه, شيء مادي أو معنوي أو كتابي من شخص أخر ثم ينسبه إليه.
هناك السرقة المادية تكون بأخذ الممتلكات المادية , الأموال او العقارات ,وهناك السرقة الاقتصادية تكون في المؤسسات العامة والدوائر الحكومية ما يعرف بالمال العام , وهذه من أكثر جرائم السرقة منتشرة بين الناس , يحللون مال الدولة ويحللون كل ما يدخل في جيوبهم وبطونهم ويصلونه سعيرا وذاك من اكبر المحرمات عند الله سبحانه وتعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً }النساء10, ويوم القيامة يطلب منهم مسامحة من جميع البشر المشتركين في هذا الشيء المادي.
وسرقة المال العام تعرف بقضايا الفساد الاقتصادي , وهناك الفساد السياسي والفساد الاجتماعي والفساد الأخلاقي, وكلها سرقة تحتاج إلى تطبيق الشرع وقطع اليد, يا ترى لو طبق الشرع الإسلامي كم يد غير مقطوعة في البلد؟؟؟؟؟
الفساد الاقتصادي في بلدنا منتشر بشكل كبير ومتغول عليه من قبل زمرة من الحرامية, متمركزة في مناطق حساسة وتستلم مناصب وقيادات , وتشرع القوانين وتعين وتزيل الموظف حتى يخدم مصلحتهم الخاصة ,ويسرقون بطرق قانونية وإمام الناس وفي عز النهار , ويلبسون افضل الملابس ويركبون افضل السيارات , وأنت تعرف أن ذاك سرقة, لكن لا تستطيع أن تعمل شي, وبالعكس قد توقع على الفاتورة مجبرا أخاك لا ظلم .
وهناك السرقة العائلية التي تحدث بين افراد الاسرة الواحدة , سرقة الارث ,الأب يسرق ويعطي ولد ويحرم أخر, أو يحرم البنت من الورثة , أو يزيد في حصة ولد عن أخر أليس ذلك من المطففين قال تعالى : {وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ }المطففين1 {الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ }المطففين2 {وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ }المطففين3 {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ }المطففين4, اليست هذه سرقة وتطفيف في الوزن الارث؟؟؟....نعم انها سرقة وتطفيف في الحصص بين الاولاد والبنات لا يحاسب عليها القانون الوضعي الأرضي , لكن يحاسب عليها قانون رب العالمين يوم لا ينفع مال ولا بنون قال تعالى : {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ }الشعراء88.
وهناك السرقة المعنوية هي أن تسرق الفرحة والبهجة من الغير , تسرق الأحلام والطموح والسعادة والمستقبل , وتكون السرقة من خلال التشويش والتعكير على الناس مزاجهم, وإشاعة الذعر والخوف بينهم, ونشر المغالطات والإشاعات والأخبار السيئة والفوضى, وان تعمل على مكر وخداع الناس , ونقل النميمة وإخبار الغير والشبك والنفاق بين الناس, ونقل الإخبار السيئة والسلبية بينهم , وإشاعة المشاكل الاجتماعية والمشاكل الطائفية.
هناك سرقة المناصب العليا والوظائف والقيادة من الغير من خلال تدخل الواسطة والمحسوبية والرشوة التي حرمها الله قال صلى الله عليه وسلم : لَعَنَ اللَّهُ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ وَالرَّائِشَ .... علما بان المناصب العليا لا تأتي الا بالرشوة, او بقدرة قادر والله على كل شيء قدير, وهي محسوبة على زمرة من الناس هم أولاد الباشوات الوزراء والنواب والأعيان واصحاب النفوذ , وتقسم بينهم كما تقسم الكعكة على اكلتها .
وهناك سرقة الأدوار والمناصب والدورات التي تعطى في الوظيفة من خلال التقرب إلى الرئيس المباشر أو المسئول عن ذلك , مع اكل حق الغير والفسفسه وتتبع اخبار الغير ونقلها الى الرئيس مباشره ,ويكون مساح للجوخ وهزاز للذنب.
وهناك سرقة الأفكار والنظريات والمعلومات العلمية والأدبية من أصحابها الأصلين , بان تنسب فكرة أو المعلومة لك وتنسى صاحبها ولا تشير إليه , وما أكثرها وتكون بين العلماء الملفين والكتاب والمحررين في الصحف والوكالات الاخبارية, والسرقة العلمية من سرقة كتب او افكار أو رسالة ماجستير ودكتوراه يحاسب عليها قانون المطبوعات والنشر, وما تكسبه من وراء ذلك حرام .
وهناك السرقة الثقافية والادبية والدينية والقيمية والاخلاقية الموجودة على الفيس بوك والوتسب, وهي سرقة محببة لها فائدة اجتماعية دينية لا باس في ذلك , هدفها نشر العلم والمعرفة وثقافة والقيم والاخلاق بين الناس, و إصلاح ذات البين , وتعمل على سرعة نشرها ولك الأجر والثواب ان شاء الله , وأخير ندعو الله ان يوفقنا ويصلح حالنا ونودي الأمانة التي كرمنا الله بها قال تعالى : إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً }الأحزاب72.
الدكتور فخري النصر
22/4/2016








