إعادة «قتل» صلاح الدين!
حلمي الأسمر
جو 24 : بعد ان دخل غورو، قائد الحملة الفرنسية دمشق، توجه إلى ضريح صلاح الدين الأيوبي، ركل القبر، وقال بلهجة شامتة: (ها قد عدنا يا صلاح الدين).
وفى أعقاب الخطبة التي ألقاها إسماعيل هنية فى الجامع الأزهر ذات يوم جمعة ليس بالبعيد، داعياً علماء مصر إلى أن يقودوا تحرير المسجد الأقصى من منبر الأزهر إلى منبر صلاح الدين، قامت قوات الشرطة التابعة للاحتلال الإسرائيلي فى القدس باقتحام المسجد الأقصى وإطلاق قنابل الغاز على المصلين، الذين راحوا يذودون عن الحرم القدسي بما يملكون من قوة الإيمان والحجارة، كأنهم يردون على تلك الدعوة بطريقتهم!.
بالنسبة لنا كمسلمين، صلاح الدين هو أيقونة أو رمز نتغنى به، ونتحسر على أيامه، أما بالنسبة لدولة العدو الصهيوني، فهو حالة دراسية مقلقة، تخصص في دراسته كبار علماء العدو، وتعقد حلقات البحث الكبرى لتحليل واستقصاء كل ما فعل، كي لا تتكرر تجربة القضاء على الممالك الصليبية في فلسطين مع تجربة القضاء الموعود على مملكة إسرائيل.. وفي الأثناء لا تفوت إسرائيل وقطعان مستوطنيها فرصة دون الانتقام من صلاح الدين، وإعادة قتله، ومحو كل ما يتعلق به خاصة في القدس، ابتداء من تجريف مقبرة مأمن الله، حيث يرقد قادة الفتح الأيوبي للقدس، وانتهاء بطمس أي معلم تاريخي يشير إلى صلاح الدين من قريب أو بعيد!.
في اليوم الثاني من شهر تشرين الأول الماضي، مرت ذكرى نجاح صلاح الدين الأيوبي في إلحاق هزيمة حاسمة بالصليبيين الذين حكموا القدس حتى العام 1187. لم يتذكر كثير من العرب هذا اليوم، غير أن اليهود تذكروه جيدا، فكتب بعضهم أن فلسطين بقيت زهاء 88 عاماً في يد الأوروبيين، ولكن في نهاية المطاف تمكن العرب من تحريرها من يد الغزاة. قد لا يحتاج العرب إلى الانتظار إلى أن تنقضي 88 عاماً حتى تتحرر فلسطين. ولكن المهم أن انقضاء 64 عاماً على وجود الكيان الصهيوني على الأرض الفلسطينية لا يعني، بالضرورة، أنه سوف يبقى إلى الأبد، مثلما أن بقاء الفرنسيين 130 عاماً في الجزائر لم يحول ذلك البلد العربي إلى جزء من فرنسا. في هذا الوقت بالذات، يكتب ناشط شيعي مصري اسمه أحمد راسم النفيس مقالاً على مدونته، يشن خلاله هجوماً حاداً على القائد الإسلامى العظيم صلاح الدين الأيوبي، واصفاً إياه بالجهل، ويتهمه باضطهاد الشيعة وهدم مصر وتخريبها، وبأنه هو الذي مهد لقيام إسرائيل!.
ربما لا يعرف كثيرون أن علم مصر يحمل رمزا قويا لصلاح الدين، وهو العقاب الذي ظهر كأول شعار يعبر عن شخصيه مصر في بداية عهد الدولة الأيوبية التي أسسها السلطان صلاح الدين الأيوبي في مصر بعد القضاء على الدولية الفاطمية، وكان شعاره العقاب الذهبي الذي يرمز الي القوه والانتصار على الأعداء، خصوصاً عندما كانت مصر تحارب الصليبيين في ذلك العهد!.
لا ينسى مستوطنو فلسطين الصهاينة صلاح الدين، شأنهم شأن هذا الناشط، فتجدهم يرفعون حتى الآن لافتات على مفارق الطرق، تقول باللغة العربية: أرض إسرائيل هي هنا يا صلاح. هذا ما كتبه الصهاينة لكم يا أحفاد صلاح الدين الأيوبي، إن نسيتموه أنتم، فهم لم ولن ينسوه!.
مستوطنو إسرائيل من شذاذ الآفاق ينظرون إلى ثورات الربيع العربي كبداية لعودة عصر صلاح الدين، فيما يرى كثير ممن خذلتهم البصيرة في هذه الثورات محض مؤامرة على العرب، وسايكس- بيكو جديد، الأيام وحدها ستثبت أي الفريقين صاحب رؤية ثاقبة!.
hilmias@gmail.com
(الدستور)
وفى أعقاب الخطبة التي ألقاها إسماعيل هنية فى الجامع الأزهر ذات يوم جمعة ليس بالبعيد، داعياً علماء مصر إلى أن يقودوا تحرير المسجد الأقصى من منبر الأزهر إلى منبر صلاح الدين، قامت قوات الشرطة التابعة للاحتلال الإسرائيلي فى القدس باقتحام المسجد الأقصى وإطلاق قنابل الغاز على المصلين، الذين راحوا يذودون عن الحرم القدسي بما يملكون من قوة الإيمان والحجارة، كأنهم يردون على تلك الدعوة بطريقتهم!.
بالنسبة لنا كمسلمين، صلاح الدين هو أيقونة أو رمز نتغنى به، ونتحسر على أيامه، أما بالنسبة لدولة العدو الصهيوني، فهو حالة دراسية مقلقة، تخصص في دراسته كبار علماء العدو، وتعقد حلقات البحث الكبرى لتحليل واستقصاء كل ما فعل، كي لا تتكرر تجربة القضاء على الممالك الصليبية في فلسطين مع تجربة القضاء الموعود على مملكة إسرائيل.. وفي الأثناء لا تفوت إسرائيل وقطعان مستوطنيها فرصة دون الانتقام من صلاح الدين، وإعادة قتله، ومحو كل ما يتعلق به خاصة في القدس، ابتداء من تجريف مقبرة مأمن الله، حيث يرقد قادة الفتح الأيوبي للقدس، وانتهاء بطمس أي معلم تاريخي يشير إلى صلاح الدين من قريب أو بعيد!.
في اليوم الثاني من شهر تشرين الأول الماضي، مرت ذكرى نجاح صلاح الدين الأيوبي في إلحاق هزيمة حاسمة بالصليبيين الذين حكموا القدس حتى العام 1187. لم يتذكر كثير من العرب هذا اليوم، غير أن اليهود تذكروه جيدا، فكتب بعضهم أن فلسطين بقيت زهاء 88 عاماً في يد الأوروبيين، ولكن في نهاية المطاف تمكن العرب من تحريرها من يد الغزاة. قد لا يحتاج العرب إلى الانتظار إلى أن تنقضي 88 عاماً حتى تتحرر فلسطين. ولكن المهم أن انقضاء 64 عاماً على وجود الكيان الصهيوني على الأرض الفلسطينية لا يعني، بالضرورة، أنه سوف يبقى إلى الأبد، مثلما أن بقاء الفرنسيين 130 عاماً في الجزائر لم يحول ذلك البلد العربي إلى جزء من فرنسا. في هذا الوقت بالذات، يكتب ناشط شيعي مصري اسمه أحمد راسم النفيس مقالاً على مدونته، يشن خلاله هجوماً حاداً على القائد الإسلامى العظيم صلاح الدين الأيوبي، واصفاً إياه بالجهل، ويتهمه باضطهاد الشيعة وهدم مصر وتخريبها، وبأنه هو الذي مهد لقيام إسرائيل!.
ربما لا يعرف كثيرون أن علم مصر يحمل رمزا قويا لصلاح الدين، وهو العقاب الذي ظهر كأول شعار يعبر عن شخصيه مصر في بداية عهد الدولة الأيوبية التي أسسها السلطان صلاح الدين الأيوبي في مصر بعد القضاء على الدولية الفاطمية، وكان شعاره العقاب الذهبي الذي يرمز الي القوه والانتصار على الأعداء، خصوصاً عندما كانت مصر تحارب الصليبيين في ذلك العهد!.
لا ينسى مستوطنو فلسطين الصهاينة صلاح الدين، شأنهم شأن هذا الناشط، فتجدهم يرفعون حتى الآن لافتات على مفارق الطرق، تقول باللغة العربية: أرض إسرائيل هي هنا يا صلاح. هذا ما كتبه الصهاينة لكم يا أحفاد صلاح الدين الأيوبي، إن نسيتموه أنتم، فهم لم ولن ينسوه!.
مستوطنو إسرائيل من شذاذ الآفاق ينظرون إلى ثورات الربيع العربي كبداية لعودة عصر صلاح الدين، فيما يرى كثير ممن خذلتهم البصيرة في هذه الثورات محض مؤامرة على العرب، وسايكس- بيكو جديد، الأيام وحدها ستثبت أي الفريقين صاحب رؤية ثاقبة!.
hilmias@gmail.com
(الدستور)