2024-05-06 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

نحو إعادة بناء الثقة...

خالد الزبيدي
جو 24 :
إعادة بناء الثقة في الاقتصاد ومع القطاع الخاص وفي اوساط الاردنيين ..المهمة الاولى التي تنتظر حكومة د.الملقي، بعيدا عن جلد الذات او/ و القاء اللوم على الحكومة السابقة فأن فجوة الثقة بين الحكومة السابقة والمواطنين تعمقت خلال السنوات الاربع الفائتة، قلة من المواطنين كانوا يؤيدون القرارات الحكومية لاسيما فيما يتعلق بالاسعار والضرائب التي افضت الى تنامي معدلات البطالة واتساع نطاق الفقر، وارتفاع الدين العام الذي سجل اعلى مستوى في تاريخ المملكة متجاوزا حاجز 35 مليار دولار، دون بارقة امل ان يتوقف مسلسل الديون وارتفاع تكاليف المعيشة التي وصفت بأنها اضرار بالمستثمرين والمستهلكين، ومن المؤكد ان انخفاض الاسعار العالمية للنفط ساهم في تخفيف معاناة العامة خلال العامين الماضيين بينما كانت غالبية المواطنين يرفضون تلك القرارات، ولم تشكل تبريرات الحكومة السابقة قناعة يعتد بها اذ ساهمت في الاضرار بالثقة بالحكومة وسياساتها.
الحكومة الجديدة ستجري الانتخابات النيابية، وتجهيز التعليمات وانظمة صندوق الاستثمار الاردني مع صفة الاستعجال، وتهيئة البيئة للبدء في تطبيق اللامركزية التي تؤسس لمرحلة جديدة في البلاد بما ينقلها الى مرحلة متقدمة من التنمية والديمقراطية اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، وقبل تلك المهام العاجلة والحيوية يبرز هدف آني ومستقبلي هو إعادة بناء الثقة بالحكومات وسياساتها، وهذا يتطلب اعتماد الشفافية والافصاح سواء اتفق او اختلف على السياسات الحكومية، لاسيما ان اعتماد سياسة التهويم وعدم المكاشفة خلال الفترة الماضية والانتقال من فزاعة الى اخرى ترك جراحا غائرة في جسد الثقة بين الحكومة وعامة المواطنين.
السنوات الماضية تركت المواطنين في حالة من الاحباط من جهة والحرص على تجنب الانزلاق الى الفوضى كما حصل وما زال في عدد من الدول العربية من جهة اخرى، واليوم مع حكومة د.الملقي المنتظرة تلوح فرصة حقيقية للحكومة ومؤسساتها بالاقتراب اكثر من الناس، وبلوغ توازن مرغوب فيه بإعادة مسار الاقتصاد الوطني الى الطريق الطبيعي بالرغم من التحديات الكبيرة والاختلالات العابرة للحكومات من بطالة وفقر وعجوز مالية ودين عام متفاقم، وفي تلمس معاناة العباد الذي اضناهم سبل العيش.
صحيح ان الاردن اليوم اكثر استقرارا وقوة وامنا في ظل اقليم ما زال يعاني اضطرابات وقتالا عبثيا، فقد ادرك الجميع بغض النظر عن موقعهم ان في مصلحتنا جميعا بنبذ الفرقة ورص الصفوف في وجه اجتياح مركب من الغرب والشرق للمنطقة يحمل كل الألوان والأهداف، وان الأيام الحالية والمقبلة تتطلب عملا ممنهجا رائده ترميم ما تضرر ..ومرة ثالثة اعادة بناء الثقة مفتاح لكل العقد التي واجهتنا وما زالت.(الدستور )

تابعو الأردن 24 على google news