حبيب الزيودي.. هل جف عشب الحقل ؟
هل جفّ عشب الحقل
أم خُذل الصّهيلْ
أم غاب طعم التمر
عن شجر النّخيل ؟
أم سال من عينيك جرح طالما
ثقب الجفون وظل في صمت يسيلْ؟
أم ضاق جسمك عن جموح الروح
فاخترت الرّحيل؟
قلّي بربك
يا أيهذا المبتهج في حضرة الموت المبجّل
أيّنا كان العليل
....
هذا أنا
ما بين قبرك والنداء المستحيل المستحيل
أتلمس الذكرى
أعيد نسيمها
وأقطّر الاحساس من قلب الراوابي الشامخات الباسقات
وأصبه وجدا على وجد العيون الذّابلات الفاترات الفاتنات
هذا أنا والواجمات
تلفني في ثوبها الدّامي كئيبا
والمساء بلا هديلْ
العشب جفّ على التلال
تساقطت أشجار قلبي لوعة
وتجرحت للغائبات حشاشة
وتفتحت للذكريات عيون
عمان ما عادت تضم لقاءنا
فلقد رحلت
تركت لي وجع الرحيلْ
أدري بان العطر لم ينفذ من العالوك
لكن يا حبيبْ
كيف السبيل الى لقائك يالحبيب
فالعيد غاب
ونور وجهك لن يغيب
اوجعتنا يا اجمل الفتيان
يا عطري النبيل
توهتنا
هل نام قرص الشمس في جفنيك
ام مدت رموشك ظلها حتى احتوت شمس الاصيل
هل ضمك الجبل العظيم تكرما
ام ان قامتك العظيمة اسندته بكفها كي لا يميل
....
شبابتي
وجعي بفقدك لا يحدْ
قلبي به مليون نابْ
وحقيقتي مثقوبة
رمحي تكسر
فالذهاب بلا ايابْ
ما عاد يحملنا الجنون
على جناح الشوق
من فوق السحاب
بيني وبينك موعد
اخلفت موعدنا
لماذا رحتَ؟
يدميني التسآول والجواب
يا صاحبي يبقى سؤال
والسؤال بلا جواب
هل كان قلبك زائدا وترا
حتى اتسعت
فضاق بحر الشعر والاوزانْ
أم كان نايك زائدا تقبا
فلم نسمعكَ
واستعصى على الدوزانْ
يا صاحبي
الروح فينا خاملة
لكن روحك كاملة
تعلو على روس الرجال مهابة
وتطوف من فوق الجبال سحابة
تنهل ان جاش الحنينْ
الطين يعشقها
ليختمر العجينْ
ويفج صخر الارض
زيتون وتين
هي هكذا حقا
معادلة الرجال الطيبين
الحب يقتلهم
وينثرهم على ورد السنين
....
قمري المدلل
سنديانة موطني
قد شرشت كل الدوالي
في عروقك فاسترح
الياسمين يفوح في العالوك
منتشيا
لقد غنى حبيب
28- 10 – 2012