إدراج السياحة ضمن مناهج التربية...
تساهم السياحة في الناتج المحلي بنسبة لا تقل عن 13%، وان تعافي قطاع السياحة قد يرفع هذه النسبة اكبر بكثير نظرا لضخامة المخزون السياحي الاردني وتنوعه، والاستقرار السياسي والامني والمالي، وانفتاح الاقتصاد وتحريره بشكل يشجع استقطاب المزيد من الافواج السياحية على مدار السنة، فالمنظومة السياحية متكاملة من نقل جوي وفنادق ومرافق سياحية وترويحية الى جانب التنوع المناخي في المملكة الذي يشكل قدرة عالية على استقطاب المزيد من السياحة، وان التراجع الذي تشهده خلال السنوات الفائتة له اسباب اقليمية من جهة، وتقصير في الترويج، وضعف توصيل رسالة الاردن السياحية الى اسواق تصدير السياحة بخاصة في اوروبا وامريكا واسيا من جهة اخرى.
ان اجراء دراسة ميدانية او مسح رصين لاراء الاردنيين لاسيما الجيل الجديد حول المناطق السياحية وتاريخها الحديث والقديم سيصدمنا جراء نقص المعلومات في اوساط الشباب واليافعين وربما كبار السن، فالسياحة في الاردن ليست فقط البتراء ووادي رم، فالمرافق السياحية الترويحية والعلاجية في البحر الميت الى حمامات ماعين وعفرا والسخنة تشكل مناطق للجذب السياحي، والقصور الصحراوية تعد تحفا عمرانية وهندسة عمرانية، ولكل قصر قصة وشاهد على حضارة او حقبة زمنية، اما رواد سياحة المرتفعات والجبال متاحة في مناطق كثيرة، ومقامات الصحابة رضي الله عليهم، ومواقع معارك الفتح الاسلامي، والكنائس التاريخية ليس في جبل نيبو وكنيسة صياغة فقط، اذ هناك مجموعة من الكنائس التاريخية عمرها يمتد لقرون ماضية منها على سبيل المثال منطقة المفرق التي تضم اقدم كاتدرائية في التاريخ، ويضاف الى ذلك كله ان الاردن يتمتع بأمن واستقرار مريح.
حملات الترويج التي نفذت في مناطق مختلفة حول العالم كانت غير مكتملة اذ كان المطلوب تقديم معلومات اوفر للسياح، ولدى هيئة تنشيط السياحة مكاتب تمثيلية في مناطق ودول مختلفة، والمطلوب توصيل بكفاءة وابداع هذه المعلومات، اما مكاتب السياحة والسفر والفنادق وشركات الطيران المحلية يقع عليهما مسؤولية تصميم برامج ترويجية وتسويقية واضحة ميسرة ومنافسة من حيث السعر، بحيث تعمل على زيادة معدل اقامة السياح في الاردن، التي من شأنها تعظيم مقبوضاتنا السياحية.
وفي نفس السياق من المفيد والضروري ادخال مادة جديدة للطلبة في المدارس ضمن مناهج التربية والتعليم حول السياحة واهميتها الاقتصادية والاجتماعية، وتزودهم بمعلومات حول المخزون السياحي الاردني، وحول تاريخ البلاد قديما وحديثا، فالعلوم والمعرفة هي قوة وقدرة يُمكن توظيفها للجيل الجديد في اسفاره للعلم وطلب المعرفة بحيث يشكلون سفراء حقيقيين للبلاد والسياحة التي تشكل العمود الفقري لاقتصادات عدد من دول العالم...مرة اخرى ادراج السياحة ضمن المنهاج التعليمي امر حيوي، اما اعداد المواد التعليمية ليست بالسر النووي الذي يحتاج جهود وتقنيات لا قبل لنا بها.
zubaidy_kh@yahoo.com