تراويح الجامع الكبير
د. عودة ابو درويش
جو 24 : صعد المفتي ومعه مجموعة من رجال المدينة الثقات الى مئذنة الجامع الكبير بعد غروب آخر يوم من شعبان، وأخذوا ينظرون الى جهة الغرب من السماء قرب مغطس الشمس وهم يسبّحون الله ويشكرونه ، وينتظرون أن يشير أحدهم الى هلال الشهر الفضيل الذي يتوّقعون أن يبزغ هذه الليلة , وكما علّمتهم الخبرة فيجب أن يكون قرنا الهلال الى الأعلى ويتجهان جنوبا ، فشهر رمضان الذي فرض الله صيامه على المسلمين و حدد رسوله العظيم بداية صيامه برؤية الهلال الذي لا تتم رؤيته الاّ اذا شهد بعض الناس رؤيته ، وبذلك تبدأ عندهم مراسم استقبال الشهر الذي أنزل فيه القرآن ، والذي هو عتق من النار ان احسن فيه الصائم صيامه وقيامه ، وصلاة التراويح أوّل الاستقبال.
كنّا مجموعة من الناس في صحن المسجد ، نحن الصغار مع كثير من الكبار ، نراقب المشهد من الأسفل . وكان الرجال الواقفين على المئذنة يبدون صغارا ، ولم أكن أعلم أننا أيضا نبدو بالنسبة لهم قصيري القامة وكنّا جميعا متشوّقين أن يبدأ المؤذّن أبو محمود بالنداء على الناس أنّ غدا أوّل أيام شهر رمضان وأنّ صلاة التراويح ستقام هذه الليلة ، ولمّا أعلنها أخذنا نقفز نحن الصغار فرحين والكبار من حولنا مبتسمين مستبشرين , فغدا يبدأ فيها بالنسبة لهم ولجميع المسلمين الصيام لمدّة شهر يكثر فيه الخير والبركة , فأخذوا يحضرون التمر ويتفقدّون زير الماء ان كان ماءه ناقصا , فماؤه بارد في الصيف ، ثمّ أحضر آخرين زيرين وعبآهما بالماء ، وكان على خاصرة كلّ زير ينبت عشب أخضر مبهج.
حضر كثير من الرجال والنساء الى الجامع الكبير لصلاة العشاء فصلّوا الفرض ثمّ السنة وقام الامام يعضهم فقال سنبدأ اليوم صلاة القيام ، فهي سنّة مؤكّدة للرجال والنساء ، وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ، وجمع عمر رضي الله عنه الرجال على امام واحد ، بعد أن كانوا يصلّونها فرادى والنساء على امام وسنصليّها ثلاث وعشرين ركعة منها ثلاثة للشفع والوتر , وسنختم القرآن مع نهاية الشهر الفضيل , ثم ذكّر المصلّين والسامعين بحسن الخلق في رمضان ، وأن يتذكّر كلّ واحد منهم بأنّه صائم وليقل دائما ، اللهم انّي صائم .
كنّا مجموعة من الناس في صحن المسجد ، نحن الصغار مع كثير من الكبار ، نراقب المشهد من الأسفل . وكان الرجال الواقفين على المئذنة يبدون صغارا ، ولم أكن أعلم أننا أيضا نبدو بالنسبة لهم قصيري القامة وكنّا جميعا متشوّقين أن يبدأ المؤذّن أبو محمود بالنداء على الناس أنّ غدا أوّل أيام شهر رمضان وأنّ صلاة التراويح ستقام هذه الليلة ، ولمّا أعلنها أخذنا نقفز نحن الصغار فرحين والكبار من حولنا مبتسمين مستبشرين , فغدا يبدأ فيها بالنسبة لهم ولجميع المسلمين الصيام لمدّة شهر يكثر فيه الخير والبركة , فأخذوا يحضرون التمر ويتفقدّون زير الماء ان كان ماءه ناقصا , فماؤه بارد في الصيف ، ثمّ أحضر آخرين زيرين وعبآهما بالماء ، وكان على خاصرة كلّ زير ينبت عشب أخضر مبهج.
حضر كثير من الرجال والنساء الى الجامع الكبير لصلاة العشاء فصلّوا الفرض ثمّ السنة وقام الامام يعضهم فقال سنبدأ اليوم صلاة القيام ، فهي سنّة مؤكّدة للرجال والنساء ، وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ، وجمع عمر رضي الله عنه الرجال على امام واحد ، بعد أن كانوا يصلّونها فرادى والنساء على امام وسنصليّها ثلاث وعشرين ركعة منها ثلاثة للشفع والوتر , وسنختم القرآن مع نهاية الشهر الفضيل , ثم ذكّر المصلّين والسامعين بحسن الخلق في رمضان ، وأن يتذكّر كلّ واحد منهم بأنّه صائم وليقل دائما ، اللهم انّي صائم .
لم يخرج أحد من المسجد الاّ وأدّى ما كتبه الله له من الصلوات ، ولم يتأفف أيّ منهم لكثرة الركعات التي سيقومون بتأديتها ، ولم يسأل أحدهم الامام أن يقرأ قصار السور حتّى يفرغوا من الصلاة باكرا ، ولم ترتفع أصوات الباعة بجوار المسجد ينادون على بضائعهم كي يبقى المصلّين في خشوعهم ، ولم تعلو أصوات منبّه السيّارات بسبب وبدون سبب ، ولم يلعب الأولاد في صحن المسجد لعبتهم المفضّلة ، ولكن صلّى الجميع بخشوع ودعوا الله في قنوتهم أن يتقبّل منهم صيامهم وقيامهم.