( 25 ) دقيقة انتاج
د. عودة ابو درويش
الانتاجيّة هي القيام بأعمال صحيحة بطريقة صحيحة بوقت ملائم . وتعتمد على مستوى التعليم والخبرة والمهارة المكتسبة بالتدريب المستمرّ قبل وأثناء العمل ، واستخدام التكنولوجيا الحديثة بالإنتاج ، وأساليب الانتاج الملائمة للعمل ، والقدرات الشخصية للعاملين ، والتي يجب أن تتناسب مع الأعمال التي يقومون بها ، والوصف الوظيفي للأعمال ، والابتعاد عن الواسطة والمحسوبيّة في تعيين الأشخاص في وظائف لا يستطيعون القيام بأعبائها ، والاستثمار في رأس المال البشري ومخرجات التعليم ، وتقدير العامل المجدّ وتمييزه عن الخامل بأسس واضحة وشفّافة ، وزيادة الرواتب والمكافآت وربطها بالقدرة على الانتاج والكفاءة ، والايمان بقدرة الانسان العربي .
اذا توّفرت للعامل الأردني رواتب مجزية تساعده في التغلّب على غلاء المعيشة ، و ادارة قادرة على تفهّم احتياجاته ، وجو عمل مريح وتأمين صحّي مناسب وضمان اجتماعي وحوافز تشجيعيّة للعامل المجد وتنبيه المقصّر ومحاسبته ، فانّه سيتغلّب على الثقافة المجتمعيّة التي لا ترفع من قيمة العمل ولا تحث على انجاز الأعمال بالشكل الصحيح ، وسيقوم بتحسين المنتج ويحاول الابداع في العمل وابتكار طرق جديدة لتطويره ، ويحلّ كثير من العمالة المحليّة محلّ العمالة الوافدة في الأعمال التي تتطلّب مهارة ودقّة .
بالعودة الى مسرحيّة لكل مجتهد نصيب ، فإنني أذكر أنّه تقرر في مؤسسة حكوميّة كبيرة مهمّة ، تكريم الموّظفين المميزين بحوافز ماليّة وبشهادات تقديريّة في احتفال كبير حضره كبار المسؤولين في تلك المؤسسة . كان أوّل المكرمين موّظف كثير التغيّب ، بسبب وبدون سبب ، ولا يقوم بالأعمال التي يجب عليه القيام بها ، والغريب في الأمر أنّ عريف الحفل قال أنّه أحسن من يقوم بعمله وأنّه مخلص لوطنه ، ليتبيّن بعد ذلك أنّه عين وجاسوس المسؤول الأوّل في المؤسسة على الموظّفين ، مما كان له أثر كبير في تراجع عمل بقيّة الموّظفين في السنة التي تلت سنة التكريم ، وبالتالي تراجع الانتاجيّة .
أمثلة كثيرة يسردها الناس في مجالسهم عن مثل هؤلاء الموّظفين الذين لا يقومون بأعمالهم ، ثمّ يصلون الى أعلى المراتب ، متجاوزين المخلصين المتفانين ، الذين لا يملكون واسطة ولا يحسنون التملّق للمسؤولين ، ثمّ نريد تحسين في الانتاجيّة علّها تصل الى ساعة في اليوم .