jo24_banner
jo24_banner

أنْتِ سِري!

حلمي الأسمر
جو 24 :
-1- الحزن المبهم النبيل، الذي يشيع كدبيب النمل في أطرافك، سرعان ما يطفئه خاطر جميل يمر بالبال؛ إن لم يأتك طواعية، استمطرته عنوة، كي تبقى على قيد الأمل! -2- تعلمت أن أبحث في أي مشهد عن زاوية رؤية أخرى، بحثا عن شيء ما، له سمة ولو ضئيلة جدا من الإيجابية، كيْ أبقى على قيد الرغبة في .. الدهشة و خيانة الهزيمة! -3- قلتها مرة: يعجبون لم أكتب عن الحب... هم لا يعلمون أنني أتحدى به كل هذا الخراب الذي يُراد له أن يسكن أرواحنا، الحب نسغ حياة، وإكسير فرح، لسلبهم لذة انتصاراتهم! وسابقى اقول: كل ما حولك يتآمر على ابتسامتك، يريد أن يسرقها، فإن لم يستطع، حاول أن يغلق فمك، فإن لم يستطع، حاول سرقة شفاهك وفمك كله، فإن لم يستطع، زرع في رأسك ما يكفي من أوهام وأحزان، لتنسى شكل ولون وطعم الفرح! -4- كان يحلم طيلة عمره بها، رسم لها ملامح خاصة في مخيلته، تحمل من الغموض أكثر بكثير الوضوح، من الصعب أن توصف، فهي صورة مبهمة، خليط متجانس من متناقضات تسكنه، أو هكذا يعتقد البعض، مع أنها كلها متعايشة داخله، ومتصالحة حد الوَلَه، بل حينما يغيب أحدها يشتاق له الآخرون، ويفتقده، فيها اجتمعت –أيضا- شقيقته الكبرى، أمه الثانية رحمها الله، وأمه بالطبع، وحنان والده المُفرط، وعدد لا يُحصى من القديسين والقديسات، وكثير من غبار الطلع، ولوحات رسمتها نسائم ثملة على وجه الغيم، وشقاوة نحلة تقطع آلاف الأميال بحثا عن رشفة رحيق، وهديل يمامة، أدمنت التقاط الحَب والحُب من فم زلمتها ووضعه في أفواه صغارها، ووقار شيخ جليل، يذكر الله كثيرا، ويبتسم متسامحا فيما يرقب حماقات حفيده الطفولية، وجبين يقطب فقط حينما يشعر أنه تسبب بجرح مشاعر سنونو، بحركة فجائية، غير مقصودة، فطار مذعورا، وكثير كثير من تفاصيل، ليس لها وصف، تشمها، تتذوقها، تلمسها، بحواسك المتعددة ما ظهر منها وما بطن، ولا تستطيع لها وصفا، كل هذا وكثير غيره، كانوا وكانت، تعيش على وفي أقانيم ثلاثة تـُـقيم فيها: المراهق العابث والطفل الشقي، والناضج الحكيم ذو النظرة الثاقبة، هكذا كانت في داخله، وكلما نظر إليها بعينيْ حُلُمه، رأى ما في داخله، وفجأة، وعلى حين غفلة من الزمان والمكان، انتبه من نومه، استجابة لنداء مبهم، فوجده قائمة فوق رأسه، تقول: أنتظرك، ومنذ تلك اللحظة، لا يعلم على اليقين، أكان يحلم فعلا، أم أنه كان يحلم أنه يحلم، أم يعيش فعلا فصول حكاية، تأبى أن تبدأ، أم بدأت وتأبى أن تنتهي! -5- قالت له: الله يهدي سرك! فقال: أنت سري! خارج النص: على باب الله!! كم تمنيت أن أستمع للنقر على ذلك الباب، كلما قصدته، كان مفتوحا!!

(الدستور)
تابعو الأردن 24 على google news