عبقرية البطاقة الذكية
جو 24 :
مواصفات أمنية عالية، وفق أحدث التقنيات والمعايير العالمية، تحملها البطاقة الذكيّة التي تعتزم دائرة الأحوال المدنيّة إصدارها خلال أيّام. كافّة المعلومات المتعلّقة بأي مواطن ستكون مخزّنة على هذه البطاقة.
ما أحوجنا إلى مثل هذه البطاقة في ظلّ الزلازل التي يشهده الإقليم برمّته. الأمن من أهمّ الأولويّات التي تحتلّ مرتبة قاعديّة على هرم ماسلو، طبعا بعد الحاجات الأساسيّة كالأكل والشرب.
هل يمكن للمقاربة الأمنية البحتة، ضمان أمن واستقرار الأردن دون اقترانها بحلول اقتصادية جذريّة، توقف هذا السقوط الحرّ إلى قاع الفقر والعوز؟!
غريب أن يعتقد أحد بوجود دولة أمنيّة تفوق في بولسيّتها جبروت الاتّحاد السوفياتي السابق -مثلا- والذي انهار في ليلة وضحاها؟ وماذا عن دمشق، التي احترفت التدابير الأمنيّة بكلّ حذافيرها، وتفوّقت في بوليسيّتها على كلّ أنموذج يمكن تصوّره.
الحلول الأمنيّة مطلوبة وأهميّتها تحتل أقصى الدرجات، ولكنّها لن تكون كافية وحدها على الإطلاق، فهل ستكفل البطاقة الذكيّة قوت المواطن وكرامته؟ وهل ستجتث الفساد المستفحل، الذي فرضه أعضاء نادي "البزنس" على صدور الناس، ليسلبوا اللقمة من أفواههم؟
المطلوب رؤية شاملة، وحلول متكاملة، تضمن بقاء الأردن جزيرة آمنة، وتجنّبه تلاطم الأحداث من حوله، فلا يوجد ما هو أخطر على الاستقرار من لعنة الفقر.
تابعو الأردن 24 على 
