الملقي والبلتاجي وعقدة البسطات
جو 24 :
رئيس الوزراء د. هاني الملقي وأمين عمان عقل بلتاجي يجمعهما الكثير من السمات المشتركة، فقبل أيّ شيء ينتمى كلا الرجلين إلى ذات الطبقة الحريريّة المرفّهة، والتي تنعم بما لا يكاد يحلم به الغالبيّة العظمى من الناس.. اللهم لا حسد!!
وبما أن الرجلين من طبقة "الشانيل" و"الرولكس"، فتراهما على الدوام بكامل أناقتهما، تزيّنهما ورود البهجة والبهرجة، ويعبّران عن ذوق رفيع في اختيار كلّ ما هو نفيس.
كيف لا والملابس الأنيقة هامّة للظهور الإعلامي، وكلا صاحبينا يعشقان الأضواء، ويتبعون كلّ تصريح بتصريح آخر، بصرف النظر عن أهميّة المناسبة.. المهم هو البقاء تحت الأضواء، وبأبهى حلّة.
أمّا على الصعيد الوظيفي، فكلّ من الرجلين مرّ عبر تسلسله في مناصب الدولة بموقع رفيع في سلطة العقبة الاقتصادية، كما شغل كلّ منهما مقعده في مجلس الأعيان، ما يعني أن كليهما يمتلكان مواهب إدارية واقتصادية وتشريعية. ولكن الأهمّ من هذا هو عملهما في "السلك" الدبلوماسي.
لذا، فقد كان من المتوقّع أن نسمع لغة دبلوماسية في تصريحات الرجلين، خاصّة عندما تتعلّق بمصالح وهموم الناس، على الأقلّ يمكن إعادة صياغة ما يصدر عنهما من تصريحات بلغة تضمن عدم إثارة الغضب الشعبي، فالملابس الراقية لا تكفي.
كلّ من الرجلين ناصب أصحاب البسطات العداء، ولا ندري ما هو سرّ هذا الغضب "النازل" على رؤوس هذه الشريحة التي تكدح من أجل قوت يومها، ترى ألا تروق ثياب البسطات لملوك الأناقة؟ أهي بشعة إلى هذا الحدّ؟ هل تستفزّ ذوقهما الرفيع؟!
طبعا لا يمكن إدارة سوق البسطات كما كانت تدار سلطة العقبة الاقتصادية، ولكن الحلّ في غاية البساطة: يمكن توفير أماكن مخصّصة ومناسبة لهؤلاء الناس، فغالبية المواطنين لا يملكون قدرة شراء ملابسهم من "مانغو" أو "جاب"، وتوفّر لهم البسطات ما يحتاجونه بالسعر المناسب.
"فرايدي مول" لا يكفي لتغطية احتياجات الناس وأصحاب البسطات، فما المانع من توفير أماكن أخرى؟ اجتثثتوهم من سوق العبدلي حفاظاً على "مشاعر" روّاد "البوليفارد"، وتلاحقونهم بالشوارع والأزقّة، فإلى متى سيستمر الحال؟؟ لكم أسواقكم، فلم لا تنظّمون عمل البسطات!!