الرئيس الفرنسي يلوم الاسلام على فشله الأمني
جو 24 :
استبق الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، نتائج التحقيقات في الهجوم الدامي الذي وقع مساء أمس، الخميس، في مدينة نيس، ليعلن أن بلاده تقبع تحت وطأة ما أسماه "الإرهاب الإسلامي".
وقال أولاند: "فرنسا كلها تحت تهديد الإرهاب الإسلامي، في مثل هذه الملابسات علينا أن نظهر حذرنا الكامل، أعلنا الكثير من الإجراءات الاحترازية، واتخذت قراراً بتفعيل خطة تجنيد 10 آلاف عنصر، ودعوت كل القوات الاحتياطية للمساعدة مع القوات العاملة حالياً، وخاصة في مراقبة الحدود".
وتعيش فرنسا هاجس اعتداءات جديدة، وعمدت إلى خطة أمنية واسعة وضخمة خلال يورو2016، إلا أنّ خططها الأمنية فشلت في حماية المحتفلين بعيدها الوطني في نيس، الخميس، كما فشلت في حمايتهم من اعتداءات سابقة؛ كما في هجوم "شارلي إيبدو" في يناير/كانون الثاني 2015، الذي أوقع 17 قتيلاً، والهجوم الأكبر في تاريخ فرنسا الذي أوقع في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي 130 قتيلاً، في مسرح باتاكلان.
وفي حين انتهت مباريات كأس أوروبا لكرة القدم بدون حوادث، ألقى الرئيس الفرنسي بكرة هجوم نيس في ملعب "الإرهاب الإسلامي"، خلال خطاب متلفز بث فجر اليوم، وتحدث فيه أولاند للشعب الفرنسي بعد سويعات من الحادث المؤسف، وحتى ذلك الوقت لم تكن التحقيقات -التي تولاها "فرع مكافحة الإرهاب"- قد كشفت أكثر من معلومات أولوية بسيطة عن طبيعة الهجوم والمهاجم، أبرزها أن الهجوم تمّ بشاحنة تبريد كبيرة ما كان ينبغي لها الوصول إلى مكان الاحتفال، ولا يعرف كيف وصلت.
أما الهجوم فقد نفذه شاب ثلاثيني معروف بعنفه، إلى حد أن السلطات الفرنسية كانت منعته من دخول منزله حرصاً على سلامة أسرته، إلا أنه غير موضوع تحت الرقابة من قبل الاستخبارات الفرنسية كـ"إرهابي"، وأنه كان وحيداً في شاحنته أثناء الهجوم؛ ما يعني الحاجة إلى مزيد من التحقيقات للتأكد مما لو كان مشتركاً مع آخرين، أم نفذه لسبب لدافع إجرامي جنائي.
ورسمياً، وطبقاً للأوراق الثبوتية التي وجدت في الشاحنة، وما صدر من الجهات الأمنية، فإن منفذ الهجوم هو محمد سلمان الحويّج بوهلال، وهو فرنسي (لا يحمل جنسية فرنسية ولكن إقامة تمتد لعشر سنوات) من أصل تونسي، عمره 31 عاماً، مقيم في نيس، والرجل لم يكن معروفاً لدى أجهزة الاستخبارات على أنه اعتنق الفكر المتطرف، إلا أنه يملك سجلاً بجرائم تتصل بالقانون العام كالسرقة والعنف، ووجدت أسلحة مزيفة في الشاحنة التي استخدمها، وقنبلة غير معدة للانفجار.
وكان المهاجم قد اقتحم بالشاحنة، منتصف ليل الخميس، شارع "برومناد ديزانغليه"، الذي يعتبر قبلة سياحية بمدينة نيس جنوبي فرنسا، حيث كانت تجري احتفالات اليوم الوطني، فقتل دعساً 84 شخصاً على الأقل، وأصاب نحو 100 آخرين بجروح، بينهم 18 جريحاً في حالة خطرة.
- فشل أمني متواتر
واعتداء نيس هو الحلقة الأحدث في مسلسل اعتداءات تعرضت لها فرنسا، فشلت باريس في منع معظمها، بل وأكثرها دموية.
ففي 7 يناير/كانون الثاني 2015، تمكن الأخوان شريف وسعيد كواشي (بايعا تنظيم القاعدة) من قتل 12 شخصاً في هجوم مسلح على مقر مجلة "شارلي إيبدو" الأسبوعية الساخرة، قبل أن تقتلهما الشرطة بعد يومين أثناء محاولتها اعتقالهما.
وفي 8 يناير/كانون الثاني 2015، قتل أحمدي كوليبالي (بايع تنظيم الدولة) شرطية، وأصاب موظفاً بلدياً بجروح في مونروج جنوب باريس، وفي اليوم التالي احتجز رهائن داخل متجر يهودي في باريس، وقتل 4 منهم، قبل أن تقتله الشرطة.
وفي 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، تعرضت فرنسا لأسوأ اعتداء إرهابي في تاريخها، شارك في تنفيذه -للمرة الأولى- انتحاريون، وحصد 130 قتيلاً غالبيتهم من الشباب، إضافة إلى 350 جريحاً، واستهدفت الاعتداءات -التي تبناها لاحقاً تنظيم الدولة- مسرح باتاكلان في باريس، والعديد من مقاهي ومطاعم العاصمة قرب ملعب دو فرانس في ضاحية سان دوني.
(الخليج اونلاين)