أمر ملكي مطاع لإنهاء ظاهرة المخدرات
فايز شبيكات الدعجة
جو 24 :
في عملية غير اعتيادية اقتحم رجال الأمن والدرك وكرا مخيفا للمجرمين في إحدى البؤر الساخنة إيذانا ببدء تنفيذ أمر ملكي للتخلص من آفة المخدرات القاتلة التي تفتك بالمجتمع الأردني حسب تصريح لمدير الأمن العام اللواء عاطف السعودي . غير اعتيادية لأن القرارات جديدة والعصابة قديمة وكانت تعمل علانية في رابعة النهار .
نفذوا عملية المداهمة بإحكام تام بعد ان رصدوا تحركاتهم وتتبعوا مساراتهم بالطرق الاستخباراتية ، وحين تأكدوا وضعوا خطة لمداهمتهم أخذت بعين الاعتبار خطورة الأشخاص المطلوبين والطبيعة الجغرافية للمنطقة وتكللت العملية بالنجاح .
قبضوا على سبعة مطلوبين خطرين وأسلحه ومواد مخدرة وتعرضوا لمقاومة مسلحة شديدة وإطلاق نار كثيف وأصيب احد أفراد القوة وحالته الصحية متوسطة.
ما يميز العملية ان أجهزة الأمن تخلصت خلالها من حالة الفوبيا التي كانت تسيطر على القادة وأصحاب القرار الأمني ، وجعلت تلك البؤر عصية ومتمردة بالنظر لخطورة المجرمين وما بحوزتهم من أسلحة فتاكة ، إضافة إلى الحماية التي طالما وفرتها للعصابات شخصيات قبلية نافذة ، كانت ترمي بثقلها لإفشال المحاولات الأمنية وإثارة البلبلة والشغب وممارسة شتى الضغوطات لإبطال مفعولها ، ونجحت بإجبار الأجهزة المعنية على التلكؤ والتراجع في اغلب الأحيان ، ومكنت الخارجين عن القانون من العبث بأمن المجتمع والعمل جهارا نهارا على مرأى من المواطنين واعين رجال الأمن بلا خوف او وجل.
كانت عمليات الملاحقة والضبط متقطعة ونادرة وتجري على نطاق ضيق، وفشلت في حماية شباب المجتمع من وباء الانحراف والإدمان .وعندما طفح الكيل وخرجت الأوضاع عن السيطرة تدخلت الإرادة الملكية للإنقاذ.
عملية الأمس بداية ناجحة لمسيرة طويلة وشاقة للوصول للهدف الملكي . ويدرك رجال الأمن والدرك ان طبيعة وظيفتهم محفوفة بالمخاطر ولا تخلوا من التضحيات، وهم على أتم الاستعداد لتنفيذ أمر جلالة قائدهم الأعلى المطاع ، والقيام بواجباتهم الجليلة للمحافظة على حياة المواطنين وأعراضهم وأموالهم بهمة ومعنويات عالية .
لكن الأهم من كل هذا وذاك هو الاعتراف بحقيقة وجود البؤر الساخنة أولا ، والتخلص من عادة إنكارها حتى يكتب للتوجهات الجديدة الاستمرارية والنجاح. مدير الأمن العام كان أكثر صراحة ووضوح هذه المرة ، وتحدث عن قدرة الأمن العام على دخول أي منطقة في المملكة من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها وتطهيرها من المواد المخدرة.وقال لا يوجد منطقة عصية على الأجهزة .وهذا صحيح تماما فالقدرة كانت متوفرة لكن القرار الذي حضر الآن كان هو الغائب الوحيد.