المراهنون على فشل رئيس الوزراء
فايز شبيكات الدعجة
جو 24 :
بدأت قوى الشد العكسي من الذين ان تمسسنا حسنة تسؤهم وان اصابتنا سيئة يفرحوا بها، بدأ هؤلاء بالمراهنة على ان رئيس الوزراء جعفر حسان لن يتمكن من الاستمرار بالنهج الميداني الذي اختاره في مستهل تسلمه زمام أمور الرئاسة.
يقولون انه يذهب إلى هناك فارغ الجيب، وأن اموال قارون لا تكفى لتلبية مطالب الناس، ووزير الماليه كحيان ويقول ان بنود قانون الموازنه لم تترك بيده قرشا واحدا يمكنه التصرف فيه، وأن ما يلج في خزنة الدولة وما يخرج منها محدد سلفا.
عندما اجتهد الرئيس وقرر الهبوط بكرسي الرئاسة لإدارة شؤون الدولة من الميدان كانت غايته أخذ الحقيقة من راس النبع، فيحاور العامه ويستمع القول ويتبع أحسنه، ويبدو ان لدية قناعة بأن ما يرد في التقارير وما تنقله اليه يخالف الواقع، فأراد ان يرى حال المواطن رأي العين، ويغادرة الجدران المغلقة المرتبطة في اذهان المواطنين بالفشل، وآلت في النتيجة إلى حالة تشاؤم موضوعي عام استنادا إلى استقراء مخرجات نهج الوزارات السابقة من اخفاق، فتراكمت الازمات المالية وتلاحقت منغصات العيش ، وارتفعت نسب الفقر والبطالة وتضاعفت المديونية وكثر الفساد، وشاعت المخدرات بسبب الالتصاق بالمكاتب واختلاف الآليات، وتشتت الاساليب وتناقضها.
لا نريد أن يكسب الناعقون الرهان، فيد الرئيس وحدها لا تصفق، ومن المؤكد انه يسعى لتطوير اسلوب وزاري موحد ليهبط الوزراء إلى الناس لاتباع خطاه بعد أن اصبحت الرؤيا نحو المستقبل أوضح والفرصة مهيأة لقطف ثمار العمل في الميدان.
زد على ذلك أن الأوضاع الأمنية مستقره، ونعيش بحمد الله حالة فريدة من الأمن والاستقرار وفرها لنا جلالة الملك عبدالله الثاتي بن الحسين، لكن معيشه الاردنيين ضيقه وبحاجة الى لتحاليل متقدمة لتحديث منظومة تحسين وتحديد الاليات والاساليب التي سيتم اعتمادها في العمل منذ الان ، وكيفية ممارستها على ارض الواقع لازالة الغمة الوطنية بصياغة مشهد أردني جديد من صنع هذه الحكومة الفتية، يكون له دور تغيير مركزي نحو الأفضل كما أراد جلالة الملك، وإعادة ترتيب الأولويات التي طرأت على حالة البلاد نتيجة لتأثير العاديات المستجدة، وتحديد مساحة التغيير التي ستطرأ على حياة المواطن، تلك الحياة التي تشكل المقام الأول لعمل الحكومة وتجسد ارادة سيد البلاد.
وثمة امر اخر، فلا مجال لهدر الوقت لإزالة التخوفات من الفشل بصفه نهائية، وذلك يستوجب الإفراج عن الحقيقة مباشرة، وشرح رؤية الرئيس في صناعة التغيير، ورسم شكل الدولة الأردنية في المرحلة القادمة، وعدم الشروع فيها بمعزل عن استطلاع أراء كل اطياف المجتمع واتجاهاتهم، وعلى رأس ذلك الانصات للناس ومحاورتهم بلا توتر ، ورصد مواقفهم وأخذها بعين الاعتبار، وتحليل فكرهم وسلوكياتهم وتضمينها لخطط عمل الحكومة بخطاب واضح، ولغة اصلاحية فصحى سهلة التنفيذ وغير قابلة للتأويل، والنأي عن إثارة المزيد من الجدل الشعبي الصاخب الذي يعقب في العادة تصريحات رؤساء الوزراء وممارساتهم.
مرة أخرى. جلالة الملك غير راضي عن حياة المواطن الاردنى، فلم تفلح الحكومات السابقة على ما يبدو بتخيف العيوب الاقتصادية ، ولازمها الإخفاق في العثور على وسيلة فعالة للبحث والتقصى، وضلت السبيل في معالجة الاختلالات الإصلاحية. وحتى لا يتم استنساخ الفشل مجددا لا بد بالتزامن من الالتفات الى الخلف، والوقوف عند المحطات الوخيمة الكبرى، والتحديق مطولا بمحتويات السجل الرديء في مسيرة الإصلاح السابقة.
من المستحيل إلى حدود هذه اللحظة تحديد موقف موحد لتقييم جولات الرئيس، وستتضح المعالم تباعا ما أن يتم التأشير الى الطريق العلمية المنوى اتباعها، والمسألة أولا وأخيرا ساطعة، وليس فيها لغز غامض يحتاج رئيس الحكومة لتفكيكه للوصول إلى ما اراده جلالة الملك وإنجاز المهمه المصيرية بنجاح .