هل يكفي الاصلاح السياسي؟
جو 24 :
لا يكاد يمضي يوم إلا وتقرأ عن نبأ انتحار أو وقوع جريمة أو مشاجرة جماعية تنتج عنها اصابات مختلفة، يبدو المشهد وكأنه مقطع من أحد أفلام الرعب، أو جانب يعكس مجتمعا يهبط الى أتون التفكك والتمزق.
صحيح أن الأردن نجا ممّا أطلق عليه "الربيع العربي"، إذا تناولنا المسألة من الزاوية السياسيّة، ولكن ماذا عن الجانب الأمني؟ وهل يقتصر انعدام الأمن على الثورات والاقتتال السياسي؟
ارتفاع معدل الجريمة وتزايد حالات الانتحار والعنف المجتمعي على هذا النحو المخيف، تعني أمرا واحدا: أن الأردن يدفع ثمن التحولات الاقتصادية- الاجتماعية، التي كانت السبب الرئيس في انفجار المنطقة.
الانتخابات النيابية المقبلة قد تكون خطوة على الطريق الصحيح، ومدخل لاصلاح سياسي يردم الفجوة بين الدولة والناس، غير أن المطلوب اجتراح حلول اقتصادية واجتماعية لمعالجة الأزمة المركبة، التي قد تقود إلى انفجار اجتماعي، لا يأخذ بالضرورة شكل الثورات.
أن يبدأ المجتمع بتنفيس أزماته من خلال العنف والجريمة، مسألة لا تقل خطورة عن الانفجارات السياسيّة. الإصلاح السياسي في غاية الأهميّة، لكنّه لن يكون كافياً للخروج من عنق الزجاجة.