jo24_banner
jo24_banner

بيان انتحابي!

حلمي الأسمر
جو 24 :

هو انتحابي فعلا، وليس انتخابيا، يعني لا يوجد خطأ مطبعي في الموضوع، فقد فكرت بعد طول عزلة، أن أترشح للانتخابات، لا الانتحابات طبعا، وبعد تأمل عميق، وتقليب كل الأوراق، تلك التي كتبت ولم تكتب بعد، خرجت ببيان انتخابي، اقرب إلى الانتحاب، فيما يلي نصه..
بعد التوكل على الله (من باب إظهار إيماني العميق وتبتلي، وورعي وتقواي، وأنا في الحقيقة على غير هذه الأخلاق الرفيعة، ولكن من باب لزوم ما يلزم هذه الأيام من إبداء الورع، لا بد من أن يبدأ بياني هكذا..!) ..
وإيمانا مني بأهمية العمل العام (طبعا أنا آخر واحد بالدنيا يهمه العمل العام، بلا عمل عام بلا بطيخ، هذه كذبة نسوقها نحن المرشحين، لمن لا يصدقوننا أصلا، فجمهورنا من الناخبين يعرفون أننا ابعد ما نكون عن العمل العام، ولكنها لازمة لا بد منها!)..
ونزولا عند رغبة الأهل والعشيرة والأصدقاء والمحبين (هنا لا بد من شيء من التفصيل، فالرغبة بالترشيح أصلا، كانت نزولا عند رغبتي أنا شخصيا، وهوسي بالنمرة الحمراء، والتشويط بالسيارة، وقطع الإشارات الحمراء، ومخالفة الرادار، والأهم من كل هذا إشباعا لرغبتي العميقة بالوجاهة، والفخفخة، والله النيابة يا جماعة هيبة، فتحقيقا لهذه الرغبة قمت بعدة حركات بهلوانية، تضمنت سيلا من المؤامرات والرشوات والأكاذيب، كي نضمن ترشيح العشيرة، وخضت في هذا معركة كسر عظم مع عدد من ابناء العم، الطامعين مثلي للوجاهة والزعامة، وكلفني هذا الأمر مالا ووقتا، ودهلزة وكذبا، ألله أعلم فيها، طبعا هذا غير صبري على من أكره أن أتكلم معهم، فكيف بطلب ودهم؟ ولكن ماشي، كله بهون في سبيل تحقيق رغبتي في الجلوس تحت القبة، والتمتع بالحصانة، خاصة وأن محسوبكم عليه عدة قيود، ومحاكم، وقضايا نصب وشيكات راجعة، وبلاوي زرقاء، ولا سبيل إلى الهروب من كل هذا إلا بالحصانة، فهي وإن كانت غير كافية لشطب ماضي المضيء جدا، لكنها بالتأكيد ستصعب الأمر على كل من يفكر في الانتقام مني، بسبب ما فعلته معهم، أما قصة الأصدقاء والمحبين، فقد وعدت بعضا من الدائرة الضيقة التي تحيط بي، بكثير من المغانم، إن تيسرت معي ونجحت، وهم لهذا منتحرون في خدمة قضيتنا العادلة، والنجاح في الانتخابات!)..
وخدمة للوطن، وأهله، وخاصة أبناء دائرتي الانتخابية (طبعا صدقا أنا ناوي أغير تليفوناتي كلها أول ما أنجح، وأغير حتى مكان سكني، ومش بعيد أرحل من كل الدائرة الانتخابية، هروبا من الشحادين الذين يعتقدون ان النائب بقرة حلوبا،وهم ينتظرون نجاحه لحل كل مشكلاتهم، وهم لا يعرفون أنه ينتظر فرصة النجاح بفارغ الصبر، لخدمة مصالحه، وتحسين وضعه، وبناء شبكة علاقات جديدة مع علية القوم، والله الواحد مل من مرافقة الناس التعبانة، يا اخي رافق المسعد تسعد، بلكي صح لنا منصب ولا رئاسة مجلس إدارة، ولا مدير عام، هنا أو هنا)!
لهذا كله، قررت ترشيح نفسي، للانتخابات النيابية، آملا دعمكم، غير المحدود، لأني ابن بلد وبستاهل، والله ولي التوفيق!

 

 
الدستور
تابعو الأردن 24 على google news