الانتخابات في موعدها ... والحديث عن التأجيل سذاجة
لا ينفك المشككون بوضع عراقيل امام اجراء الانتخابات النيابية، من خلال اصدار الشائعات الهادفة الى ارباك العملية الانتخابية، وتشكيك الناخبين بقدرة الأردن على إجراء استحقاق انتخابي سبق واجرته في ظروف أصعب، ونجحت نجاحا باهرا وحققت تقدما ملفتا بشهادة المراقبين المحليين والدوليين.
ولعل ما هو "أطرف" من الدعوة الى تأجيل الانتخابات هي الدعوة لعودة المجلس السابق، في حالة لم تحدث في الأردن زمن الأحكام العرفية، بل ولم يسبق ان طالب أحد بعودة مجلس نيابي سابق، مما يدلل على سذاجة شخصية من يساهم في ترويج الاشاعة.
الشائعات الصادرة تتحدث عن تأجيل الانتخابات لأسباب لا تدخل في حسابات النخب السياسية، بل تسعى الى دغدغة عواطف من لم يجد له أملا في المنافسة وفق قانون الانتخاب الجديد، وعواطف من لم يفلح في تشكيل قائمته الانتخابية نتيجة ضعف مشروعه او قدرته على خلق التحالفات، لتأتي مشككة بقانون خرج من لجنة الحوار الوطني عام 2011 والتي جمعت كافة الفرقاء السياسيين آنذاك، وأجمعت عليه كافة القوى السياسية من أحزاب سياسية ومؤسسات مجتمع مدني ومراقبين ومهتمين بالشأن النيابي.
يسعى المشككون الى التقليل من جهود الهيئة المستقلة للانتخاب في توضيح القانون وشرح اجراءات العملية الانتخابية، وهي التي قدمت بالتعاون مع شركائها في الاعلام ومؤسسات المجتمع المدني أكثر من 60 فيديو توضيحيا، وتسجيلات اذاعية وورش عمل مع نشطاء في كافة المحافظات، ورسائل نصية قصيرة الكترونية وغيرها من وسائل التوعية، بل ووجهت خطابا مباشرا للشباب في تعزيز المشاركة وشرح الاجراءات الانتخابية بلغتهم من خلال المنشورات ووسائل التواصل الاجتماعي بصورة مميزة، اشاد بها المتابعون كافة.
يضاف الى كل ما سبق جهد اعلامي بارز، في انفتاح غير مسبوق يقوده رئيس الهيئة بنفسه، من خلال تخطيط محكم للظهور الاعلامي، وانفتاح وتعاون من كافة وسائل الاعلام، وبانتشار للمفوضين والفريق الفني على كافة وسائل الاعلام المرئية والمقروءة والمسموعة والالكترونية منها، لشرح القانون، حتى ان بعض كتاب الأعمدة وجدوا ان الهيئة بالغت في التوعية، لتصدر أصوات أخرى تشكك في القدرة والفهم، لاسباب وغايات لم تعد خافية على احد.
مسؤولية تشكيل القوائم اليوم لا تقع على عاتق الهيئة، ولا الدولة، بل هي مسؤولية راغبي الترشح انفسهم، في التحول من النظام الفردي الى الشكل الجماعي البرامجي للانتخابات، بما يسمح للأردن ان ينتقل من مرشح الحارة الى نائب الوطن، وفق برنامج يؤهله لدخول سباق الحكومات البرلمانية كما ارادها جلالة الملك في أوراقه النقاشية.
اليوم، لا يمكن لأحد أن يشكك في قدرة الأردن على إجراء الانتخابات، فالأردن ينتخب في وسط اقليم مضطرب، هو نهج ديمقراطي، لن نسمح بمن لا يجد له فرصة في التغيير المقبل ان يشكك في قدرة الأردن وفي نجاحه، فالانتخابات في موعدها، أبى من ابى.-(الرأي)