دونكيشوتيو معا يخوضون معركة افتراضية مع قائمة الاصلاح
![دونكيشوتيو معا يخوضون معركة افتراضية مع قائمة الاصلاح](https://jo24.net/assets/2016-08-25/images/188140_14_1472148820.jpg)
جو 24 :
معارك دونكيشوتية، يخوضها من يعتقدون أنّهم من النخب المسترخية في أبراجها العاجية، عبر شبكة التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، بعيدا عن لغة الناس واهتماماتهم. أولئك الهائمون في العالم الافتراضي، ينطبق عليهم المثل الذي يقول: "على بال مين يللّي بترقص بالعتمة".
الحكاية تتلخّص بخوض معارك "فيسبوكيّة" بين أنصار قائمة الاصلاح وأتباع الحركة الاسلاميّة من جهة، وبين مناصري قائمة "معاً" التي يقودها المهندس خالد رمضان، بطرح علماني غريب على مجتمعنا وثقافتنا.
"المشاجرة الافتراضية" بدأت عندما قام أنصار الحركة الاسلامية بوضع يافطة يافطة لقائمة الاصلاح أمام يافطة ل"معا"، بهدف حجبها، وهنا انبرى اتباع رمضان عبر "الفيسبوك" كجنود اافتراضيين، مستخدمين أسوأ مفردات اللغة، لمهاجمة الاخوان المسلمين، وطرح خطاب استقطابيّ تحريضيّ، قد يقود الى الفتنة، لا قدّر الله.
وضع يافطات أمام أخرى مسألة تحديث كثيرا خلال كل الانتخابات، النيابية وغيرها، والمسألة لا تستوجب ردّات فعل استفزازيّة مبالغ فيها، ولا استخدام لغة التخوين والتحريض.
تصرّف غير حرفي ندى عن قائمة الاصلاح، ولكن ردّة فعل أتباع "معا" كانت أكثر فظاعة. تسلّقوا صفحات "الفيسبوك" الافتراضيّة، وبدأوا بإطلاق نيران وهميّة على خصومهم العقائديّين، لدرجة أن وصل ببعضهم الأمر إلى تخوين أعضاء الحزب السياسي الأكبر في البلاد.
هذا التراشق، من الجانبين، عبر عوالم افتراضيّة لا صلة لها بواقع الناس، يعبّر عن قلّة وعي المرشّحين لأهميّة الانتخابات النيابيّة المقبلة، وإصرارهم على إبقاء البلد أسير عنق الزجاجة.
بدايات لا تبشّر بالخير على الإطلاق، فإذا كان هذا هو سلوك المرشّحين قبل وصولهم الى البرلمان، فماذا من الممكن أن نتوقّع منهم في حال فوزهم؟
الأصل، إذا كان أعضاء قائمتيّ "الاصلاح و"معا" يمتلكون برامج سياسيّة ورؤى واضحة، أن يهبطوا من عرش تكبّرهم على الناس، وينزلون الى الشارع، لمخاطبة الأردنيين بلغتهم، عوضا عن خوض معارك افتراضيّة لا تسمن ولا تغني من جوع.
من يطلقون على أنفسهم لقب "النخب" من الأقليّة في دائرة المعارف "الفيسبوكيّة" لا يمثّلون شيء على الإطلاق، فالأردنيين متواجدين في منازلهم في الشوارع وأسواق العمل، وليس ضمن دائرة افتراضية مغلقة، كتلك التي تجمع الخصوم على "الفيسبوك".
إذا كان لديك برنامج واضح المعالم تفضّل بطرحه على الناس، أمّا الخوض في غمار الشتائم وتمزيق اليافطات والحروب الافتراضيّة، لا يجعلك مؤهّلا لعضويّة السلطة التشريعيّة.