jo24_banner
jo24_banner

«برستيج» المدرسة وابن عامل الوطن!

حلمي الأسمر
جو 24 :

حين راجعت أسس القبول في رياض الأطفال الحكومية، أو ما يسمونها (كي جي) لم أجد في هذه الأسس ما يشير إلى عمل الأب، أو طبقته الاجتماعية التي ينتمي إليها، بل إنني وجدت ما يلي..
يتم تسجيل الأطفال بموجب شهادة ميلاد صادرة عن الأحوال المدنية أو صورة مصدقة عنها .
يحدد استيعاب شعبة رياض الأطفال بحيث لا يزيد عدد الاطفال عن (25) طفلا سواء كانت مساحة الغرفة الصفية (30م2) فأكثر.
يحدد لكل طفل ما مساحته ( 1م²) من مساحة الغرفة الصفية اذا كانت تقل عن (30م2).
لغايات تحديد الأطفال المقبولين في الروضة من الأطفال المسجلين، تشكل مديرة المدرسة لجنة قبول أطفال الروضة برئاستها وعضوية كل من معلمة الروضة ومعلمتين من المعلمات اللواتي يسكنِ في منطقة المدرسة .
تحدد أولوية القبول للأطفال في رياض الأطفال الحكومية للأطفال من سكان المنطقة التي تخدمها المدرسة وفقاً للأولويات الآتية:
1. الأطفال الأكثر فقراً ( إرفاق ما يثبت ذلك).
2. الأطفال الأقرب للمدرسة.
وفيما يتعلق بالبند الأخير يكمن بيت قصيدنا، فالمعلومات التي وردتني هزتني من الأعماق، وجعلتني أدور وأبحث عن أسس القبول في روضات المدارس الحكومية، كي أتأكد من صدقية ما وردني من معلومات، من جهة موثوقة، وغير صاحبة مصلحة في تشويه سمعة أحد، أو النيل منه أو إلصاق التهم الباطلة به!
والقصة باختصار، أن أحد اولياء الأمور، من جيران مدرسة حكومية في عمان، تابعة للواء ماركا تحديدا، اصطحب ابنه لتسجيله في روضة الأطفال التابعة للمدرسة، كأي مواطن شريف عفيف، ليفاجأ برفض قبوله، دون ابداء أي أسباب مقنعة، أو لها علاقة بالتعليمات التي تصدرها وزارة التربية والتعليم، بل ويا لوجاهة الرفض، جاء الرفض بسبب عمل الوالد، وهو عامل وطن!
سيسأل البعض هنا، وكيف عرفت بالقصة؟ ومن أين لك هذا؟
أولا علمت بالقصة من مصدر موثوق وشاهد على تفاصيل أحداثها، حيث تم رفض طلب الوالد لأسباب تتعلق بـ «برستيج» المدرسة التي يزورها عدد من كبار زوار المملكة كونها ممولة بمنحة أجنبية، وينتمي إليها أطفال كل ذويهم من «علية القوم» الواصلين(!) ولا يجوز في عرف السيدة المديرة أن «يندس» بينهم ابن زبال، أو عامل نظافة، على حد وصفها، علما بأن هذا الولد ابن عامل الوطن، مستكمل لكل شروط القبول، في حين أن السيدة المديرة التي تنفرد بالقرار خلافا لتعليمات الوزارة الواضحة أعلاه، والخاصة بتشكيل لجنة قبول، تقبل من تحب وترفض من تحب، دون مراعاة لأسس القبول، فالمهم عندها البرستيج، وانتماء أولياء الأمور للطبقة «الواصلة» وليس شرطا أن يكونوا من جيران المدرسة، فالمهم أن يكونوا ممن يُستفاد منهم ومن وظائفهم العليا، وهم بالمناسبة ممن يسمح وضعهم المادي بتسجيل أبنائهم في روضات الأطفال الخاصة المكلفة، أما عامل الوطن، فهو بالتأكيد لا يقوى على مصاريف الروضات الخاصة، ولهذا قصد روضة الأطفال الحكومية، ليواجه برفضه، دون ان تعترف المديرة أمامه بسبب الرفض الحقيقي، وهو مما باحت به في مجالسها الخاصة!!
هذه القضية نضعها أمام وزارة التربية والتعليم، لاتخاذ ما يلزم بحق المديرة، إن استطاعت، فمن يتعامل مع «الواصلين» يتمتع بحصانتهم وحمايتهم، كما نعرف جميعا، ودمتم!

 

 
 الدستور
 
تابعو الأردن 24 على google news