الاخوان المسلمون: المعالجة الأمنية للأزمة دليل إفلاس سياسي
طالبت جماعة الاخوان المسلمين بالإفراج الفوري عن كافة المعتقلين السياسيين قبل فوات الاوان، محذرة من "استنساخ تجارب أمنية فاشلة لن تجر الوطن الا الى المجهول".
وشددت في بيان صادر عنها على أن "اللجوء الى الاعتقال الامني ضد المواطنين الشرفاء دليل اضافي على افلاس سياسي يؤذن بخطر كبير في حال استمراره".
وتاليا نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صادر عن جماعة الاخوان المسلمين حول الاستمرار بنهج الاعتقالات السياسية
قال تعالى (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار).. ابراهيم, 42
لقد تابعنا باهتمام بالغ التطورات السياسية الاخيرة على الساحة الاردنية لا سيما بعد القرار الجائر برفع الاسعار الذي شكل استفزازا وتحديا للشعب الاردني وتعديا على امنه الاقتصادي والاجتماعي وأدى الى انتفاضة شعبية واسعة لاسقاط هذا القرار الذي يستهدف فقراء الوطن وجيب المواطن المسحوق تحت وطاة الفساد والاستبداد وعجز الادارة والتفريط بمقدرات الوطن وثروته .
واننا اذ نؤكد رفضنا لهذا القرار فاننا نطالب اصحاب القرار بتحمل مسؤولياتهم التاريخية والتراجع عنه فورا والتوقف عن المعالجة الامنية البائسة في مواجهة ازمة سياسية معقدة ومعضلة اقتصادية ناشئة عن سياسات فاشلة وعبثية .
وان ابرز معالم هذه المعالجة الامنية هو الاستمرار في نهج الاعتقالات السياسية و بصورة مقيتة وغير اخلاقية وتتنافى مع الاحكام الشرعية والقيم الحضارية والفطرة الانسانية فضلا عن تناقضه مع الدستور والقوانين ومبادئ حقوق الانسان.
فبعد ان وصل عدد المعتقلين السياسيين في هذه الانتفاضة الشعبية وحدها ما يزيد عن مائتي معتقل منهم خمسة واربعون معتقلا من ابناء الحركة الاسلامية فاننا نؤكد على جملة من المفاهيم :
1-ان اللجوء الى الاعتقال الامني ضد المواطنين الشرفاء دليل اضافي على افلاس سياسي يؤذن بخطر كبير في حال استمراره.
2- ان اعتقال من هم دون سن الثامنة عشر وتحويلهم الى محكمة امن الدولة غير الدستورية بتهم مناهضة و تقويض نظام الحكم هو فضيحة عالميه ووصمة عار ويعكس حالة من الارتباك وسوء الادارة الرعناء ومن شأنها ان تؤثر على مكانة الاردن وسمعته ووضعه الاقتصادي.
3- ان اعتقال النساء وكبيرات في السن هي سابقة خطيرة لا تعكس حقيقة اخلاق الاردنيين وعاداتهم وقيمهم .
4- ان التوسع في الاعتقالات من ابناء الحركة الاسلامية والتمادي في التعدي على حقوق المواطنين لن يثني الحركة الوطنية بالاستمرار في نهجها الاصلاحي , وان تلك الحملات ثبت فشلها في المرات الماضية , وتشكل وقودا اضافيا جديدا لحركة النضال الوطني الاردني .
5- ان منهج الاعتقال هو رسالة خاطئة يوجهها النظام واجهزته الامنية ولن تزيدنا الا ثباتا على مواقفنا الاصلاحية وبذل المزيد من التضحيات دفاعا عن الوطن وحماية لشعبنا الاردني من سياسيات الفساد والافقار ونهب المقدرات وقمع الحريات .
6- ان هذه الاعتقالات لن تحرفنا عن منهجنا السلمي في الحراك و اهداف الاصلاح وصولا للدولة الاردنية المستقرة والمتحررة من تبعية الارتهان للاجنبي.
وبعد كل ما سبق فان الافراج الفوري عن كامل المعتقلين السياسيين هو ضرورة عاجلة قبل فوات الاوان فاستنساخ تجارب امنية فاشلة لن يجر الوطن الا الى المجهول لا قدر الله والكيس من اتعظ بغيره
والله اكبر ولله الحمد
جماعة الاخوان المسلمين
المكتب الاعلامي