اتحاد الكرة أكرم الاسبان..
جو 24 :
لم يكن أكثر المتشائمين من جماهير منتخبنا الوطني للناشئات يعتقد أن فريقنا يمكن ان يخسر أمام نظيره الاسباني بسداسية نظيفة في افتتاح بطولة كأس العالم للسيدات تحت 17 سنة.
صحيح أن المنتخب الاسباني يملك تاريخا عريقا ويكاد لا يقارن بمنتخبنا الوطني لكوننا مشاركين في البطولة كبلد مستضيف وليس بالتنافس، غير أن ذلك الأمر لا يعفينا من شرف المنافسة بقوة في البطولة وتقديم أفضل الصور لفريقنا.. وهذا يتحمله اتحاد الكرة بالدرجة الأولى..
الاتحاد ظلّ مصرّا طيلة الأشهر الماضية على القول إن التجهيزات للبطولة والاستعدادات متميزة وعلى أعلى درجة، وبقيت الرسالة الموجّهة لوسائل الاعلام التي حاولت انتقاد أي أمر تتلخص بعبارة "ادعموا الأردن ولا تكسروا مجاديفه"، والواقع أن اتحادنا قد كسّر بالأمس مجاديف الجميع، ليس بالخسارة القاسية وحسب بل بالأداء والصورة الهزيلة التي ظهرنا بها..
نشهد أن اللاعبات قدّمن كلّ ما لديهنّ من طاقة، ورغم ذلك لم نتمكن من وصول مرمى الخصم في أي لقطة؛ وكان الغالب على النشميات تشتيت الكرة لدى الوصول إليها.. حتى دخلت الكرة مرمانا ست مرات "فقط" من مجموع 42 محاولة على المرمى و14 تسديدة بين الخشبات الثلاث وسبعة ضربات ركنية، مقابل تسديدة واحدة يتيمة لمنتخبنا جاءت خارج الخشبات الثلاث.. أي أن المنتخب الاسباني لو لعب بدون حارس فإنه لن يتلقى هدفا..
بدت لاعبات منتخبنا الوطني للسيدات تحت 17 سنة وكأنهن لم يلتقين أو يشاركن في مباراة واحدة من قبل، فلم نشهد جملة كروية واحدة توصلنا إلى مرمى الخصم طيلة 90 دقيقة كاملة، وهذا بالرغم من كون المنتخب يشارك في معسكرات تدريبية منذ 16 شهرا..
البعض يقول إن اتحاد الكرة أراد إكرام الضيف بثلاثة نقاط وستة أهداف واستحواذ على الكرة بنسبة 75%، وربما يكون هذا الأمر صحيحا، خاصة إذا ما علمنا أن المدير الفني لمنتخبنا الذي يخوض غمار المونديال العالمي "روبي جونسون" تسلم مهامه قبل خمسة أشهر فقط من انطلاق البطولة!
في الحقيقة، اتحاد الكرة برئاسة الأمير علي بن الحسين مطالب بمراجعة حساباته وآليات عمله فور انتهاء البطولة العالمية، ليس بما يخصّ كأس العالم للسيدات فقط أو منتخب الناشئات وحسب، بل بآلية عمله كاملة وفي جميع الملفات.. لا بدّ من إعادة تشكيل مجلس ادارة الاتحاد واللجان العاملة بأسس علمية وشفافة مبنية على الكفاءة وبعيدا عن أية محسوبيات.
في النهاية لا يسعنا إلا أن نشكر النشميات على تحملهنّ هذه المسؤولية ونأسف لهنّ على سوء تعامل الاتحاد مع الاستحقاق العالمي..