نحو نظرة مبدعة نحو الشرق..

يقدر الناتج المحلي الاجمالي للصين بأكثر من 10 تريليونات دولار اي اكثر من 60% من حجم الاقتصاد الامريكي، وتستحوذ بكين على قسم مهم من الاستثمارات الاجنبية سنويا، وبلغت معدلات نمو الاقتصاد الصيني لعامي 2014/ 2015 نحو 7.3%، 6.9% على التولي، وكانت خلال السنوات القليلة الماضية حوالي 9% برغم الازمة المالية العالمية وتداعياتها، وهذه المعدلات ترشح الاقتصاد الصيني التفوق على الاقتصاد الامريكي خلال سنوات قليلة مقبلة، علما بأن الصين صاحبة اكبر فائض تجاري مع دول العالم بما في ذلك الاقتصادات الامريكية والاوروبية، وتصنف الصين بأنها قائدة تجمع دول الاقتصادات الصاعدة ( بريك ) التي تضم روسيا والهند والبرازيل.
بهدوء تتمدد بكين اقتصاديا واستثماريا في قارات الارض دون اجحاف، لذلك نافست الاوروبيين والامريكيين في افريقيا، وامريكا اللاتينية، وتسعى لمواصلة تقدمها في المنطقة العربية، وتبرم شراكات مهمة دون تماد وتحرص على بناء مصالح مشتركة، ورعت تأسيس البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية في العام 2014 برأسمال قدره 50 مليار دولار وشارك في التأسيس 35 دولة، ويقدم البنك التمويلات للدول دون شروط سياسية، والمتوقع ان ينافس البنك الآسيوي مؤسسات التمويل التقليدية ( صندوق النقد والبنك الدوليين ) وهما يعدان من المؤسسات التي تنفذ سياسات واهداف غربية بإمتياز، وتلحق اقتصادات الدول المتعاملة معهما بالاقتصادات الغربية، ولم يسجل منذ ستة عقود مضت حتى يومنا اية نجاحات اقتصادية او / ومالية للدول النامية التي تعاملت مع هاتين المؤسستين.
وبالعودة الى الاقتصاد الصيني ومجموعة الاقتصادات الصاعدة فأن بناء اعتماد متبادل مع دولها يسهم في تنويع مصادر التمويل والتجارة، ويسرع تعافي الاقتصادات المثقلة بالعجوز المالية والاخفاقات التنموية، وسبق لمسؤولين صينيين عبروا عن استعدادهم لتقديم تمويلات مريحة لانجاز مشاريع البنية التحتية في المملكة منها مشاريع السكك والجسور والطرق الدولية وصولا للمدن الصناعية والسكانية، ومن الشروط التي تحدثوا عنها كانت طبيعية وبسيطة في مقدمتها الاعتماد على التقنية الصينية في بناء السكك على سبيل المثال، علما بأن الكلف مجدية اقتصاديا، الا اننا مصرون على استخدام التقنية الغربية المكلفة.
وفي هذا المجال تعد الصين إحدى أهم الشركاء التجاريين للأردن، ونحن من الدول المساهمة في رأسمال البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، ومع ذلك لم نتقدم للحصول على تمويل مريح من حيث الفائدة المصرفية لتنفيذ مشاريع البنية التحتية التي لا زالت على الورق..الصين بنت اطول خط للسكك الحديد من بكين الى المانيا ونحن ومنذ اكثر من عشر سنوات ندرس بناء خط سكة حديد عمان الزرقاء..الالتفات للشرق قد يعفينا من شروط صعبة ويسرع انجاز مشاريع طال انتظارها، ونفتح المجال لاستثمارات اجنبية جديدة في البلاد.الدستور