jo24_banner
jo24_banner

مصباح أبو صبيح.. أسد القدس والأقصى شهيداً

مصباح أبو صبيح.. أسد القدس والأقصى شهيداً
جو 24 :
أراد الناشط المقدسي مصباح أبو صبيح (39 عاما) أن يكون صباح اليوم الأحد مختلفاً، فبدلاً من أن يسلم نفسه لإدارة سجن الرملة لقضاء أربعة أشهر سجنا بتهمة ضرب جندي إسرائيلي، كان صاحبا لقرار آخر ومنفذا لسيناريو جديد، حيث ارتقى شهيدا بعد اشتباك مسلح مع عناصر من الوحدات الخاصة الإسرائيلية المعروفة بـ"اليسام" في حي الشيخ جراح بالمدينة المحتلة.

اختار أبو صبيح أن يضرب الاحتلال في العمق، فنفذ العملية على بعد أمتار من مقر القيادة القطرية للشرطة الإسرائيلية في المنطقة المعروفة إسرائيليا بـ"جفعات هتحموشيت"، أي تلة الذخيرة، وذلك في الوقت الذي تشهد فيه المدينة تشديدات أمنية مكثفة بمناسبة الأعياد العبرية.

وأعلن بيان للناطقة باسم الشرطة الإسرائيلية مساء اليوم عن مقتل اثنين من المصابين أحدهما عنصر من أفراد وحدة اليسام، والأخرى مستوطنة من سكان القدس.

وأظهر تسجيل مصور بثه نشطاء انكباب عدد من الجنود بالرصاص على سيارة الشهيد أبو صبيح، في حين تمت في وقت لاحق مداهمة المكان الذي أخذت منه الصور، حسب نشطاء.



مشوار طويل

لم يكن الشهيد مصباح أبو صبيح أو "أسد القدس والأقصى"، كما لقبوه، مواطنا مقدسيا عاديا، فطالما كان مدافعا عن القدس والأقصى، كما تظهر منشوراته على فيسبوك، مما ترتب عليه أن يكون في مرمى قبضة الاحتلال وملاحقته بشكل مستمر، فاعتقل وأبعد عن الأقصى والقدس.

والشهيد أسير محرر وأب لخمسة أطفال، أمضى في سجون الاحتلال 39 شهراً على فترات مختلفة. أما الحكم الأخير الذي صدر بحقه فيتعلق بملف ضرب شرطي في حي "باب حطة" -أحد أحياء البلدة القديمة- عام 2013، الذي أعادت المحكمة فتحه، وليصدر الحكم بالسجن لأربعة أشهر فعلية كان يفترض أن تدخل حيز التنفيذ منتصف الشهر الجاري، لكن شرطة الاحتلال هاتفته وأبلغته بأمر تسليمه نفسه صباح اليوم.

فنهاية عام 2014 أعتقل الشهيد ليقضي عاما كاملا في السجن، حيث وجهت له تهمة التحريض عبر فيسبوك بعد نشره شعار "بالروح بالدم نفديك يا أقصى"، وما بين العامين 2013 و2015 لم تتوقف سلطات الاحتلال عن مضايقته، وقد اعتقل عدة مرات لأسباب مختلفة، كان يفرج عنه غالبا في اليوم ذاته.

آخر إجراءات الملاحقة للشهيد أبو صبيح اعتقاله وتوقيفه خمس مرات خلال الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى قرار بمنعه من السفر حتى نهاية العام الجاري، ومنعه من دخول المسجد الأقصى لستة أشهر، وآخر منع كان يقضي بحرمانه من الوصول إلى القدس الشرقية لمدة شهر.

وفي تسجيل مصور تداوله ناشطون أشادت إحدى بنات الشهيد بمناقب والدها وموافقه، واستذكرت آخر لحظاتها معه حين أيقظها وقت صلاة فجر اليوم ومن ثم وداعه لتسليم نفسه المفترض لسجن الرملة.

منشور الوداع

وعلى الصفحة الشخصية للشهيد على موقع "فيسبوك" كان آخر ما نشره هو صورة لمسجد قبة الصخرة، معلقا عليها وموصيا بحماية الأقصى: "الأقصى أمانة في أعناقكم فلا تتركوه وحيدا"، وهي الرسالة ذاتها التي وجهها في وصية مسجلة نشرتها وسائل الإعلام.



وأغلقت المحال التجارية في مدينة القدس اليوم أبوابها، في حين ضجت صفحات المقدسيين على فيسبوك بصور تجمعهم بالشهيد في حارات وأزقة المدينة المحتلة، وتعليقا على استشهاده، قال الناشط المقدسي أسامة برهم "عرفناه أسد الأقصى، وأضفنا اليوم له لقب الشهيد الأكرم والأجمل، كان رجلا صارما حازما، لروحه الرحمة".

وعقب العملية، اقتحمت قوات الاحتلال منزل الشهيد في بلدة الرام شمال القدس، وطوقت منزل العائلة واقتحمته، كما باشرت باعتقال عدد من أقارب الشهيد ومدير نادي الأسير في القدس ناصر قوس.

(المصدر: الجزيرة)

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير