jo24_banner
jo24_banner

السنيد يكتب: بيان الجبهة الاردنية الموحدة صرخة من داخل النظام

السنيد يكتب: بيان الجبهة الاردنية الموحدة صرخة من داخل النظام
جو 24 :
كتب النائب السابق علي السنيد - 

لم يكن ليفاجئني بيان حزب الجبهة الاردنية الموحدة لشدة خطورته، وافصاحه عن الحقائق دون مواربة، ووضع رأس الدولة امام مسؤولياته الجسام، وانا الاعرف بالأمين العام له معالي الاستاذ امجد المجالي ، والذي زاملناه في المجلس السابع عشر، وخبرناه زعيما وطنيا مفوها وصاحب رؤية، ولم يكن معارضاً استعراضياً او عبثياً ، او ممن يهدفون الى تسجيل المواقف، وانما كان يصدر عن ارث عائلي كبير في السلطة والمسؤولية، ويحمل عراقة وكبرياء رجالات الأردن الكبار. وكان يعبر عن نموذج اردني فريد من رجال الحكم الشرفاء الذين يندر وجودهم في هذه الاونة، وهو ممن يتجردون امام المصلحة العامة حتى من المشاعر الاسرية في اطار ظرفه الشخصي - ولا غرابة في ذلك فقلة هم الرؤساء الشهداء في الاردن- ، وامجد المجالي وريث والده الرمز هزاع المجالي، و أبو هزاع هو المؤتمن على ارث والده الكبير.

وكان امجد المجالي حجب الثقة اكثر من مرة عن حكومة النسور التي تضم في عضويتها اخيه وزير الداخلية الأسبق معالي حسين المجالي. ورغم تشابك علاقاته الاسرية مع رجال السلطة والحكم في الاردن ومع اعضاء في العائلة المالكة الا انه كان يتسامى في مواقفه الى حيث مصلحة الشعب الأردني فعارض الغاز الإسرائيلي والنووي وازدواجية الجنسية، والسياسات الجائرة، وقاوم خط الفساد المستشري في الأردن بشراسة ، ودعا الى محاسبة الفاسدين الكبار قبل ان يقوضوا اساسات وأركان الدولة.

وكان كالطود في الدفاع عن استقلالية مجلس النواب وامتلاكه لارادته الوطنية وكان لا تأخذه في الحق لومة لائم، و يعارض بصلابة ، والرجل سبق وان عمل في موقع متقدم في الديوان الملكي، وكان وزيرا وسفيرا، ونائبا في البرلمان ولم يتغير موقفه الوطني تبعا لموقعه، وكان الابعد عن المجاملة ولعل طريقة خروجه من الديوان الملكي تؤشر الى صدقية موقفه السياسي، وتقديم رأيه في القضايا الوطنية والعامة دون مجاملات، والبعد عن خطب ود كبار المسؤولين، ومواجهتهم بالحقائق، وربما ان هذه المواصفات كانت تبعده عن قلب طبقة الحكم في الأردن حيث الجرأة والمصداقية في التعبير عن الموقف السياسي.. ومن عرف هذا الرجل عن قرب ادرك انه امتداد لتاريخ وطني يتجسد حيث العائلة التي قدمت التضحيات الجسام من اجل وطنها.

وقد جاء بيان حزب الجبهة الأردنية الموحدة ليدق ناقوس الخطر في الأردن ، ويمثل صرخة من داخل النظام نفسه، ومن قبل رجل من اصدق رجالات الحكم في الأردن، وممن تدفعه غيرته الوطنية على بلاد مجبولة بدماء ابائه، وهو غير مسبوق في توصيفه للحالة الاردنية، وتوجه ليخاطب العقل الجمعي للدولة مباشرة، ويضعه امام مسؤولياته التاريخية. وهو يستدعي مؤسسات الدولة للحفاظ على الاردن ووقف هذا الانهيار الذي يطال اساسيات النظام ويقوض اركان الدولة وقواعدها الدستورية، وفلسفة نظام الحكم في الأردن، ويؤسس لحالة طلاق شعبي مع استمرار وتراكم أخطاء الحكم، وابتعاده عن قواعد الشرعية المعروفة التي امنت قوة ومنعة الدولة الأردنية وحافظت على حماية توازن العمل الوطني الأردني، وعدم جنوحه نحو العنف والتطرف، وقد اصبح الخط العام في ممارسة الحكم في الأردن يكرس الاغتراب في نفوس الأردنيين القلقة، وذلك مع تواصل النهج الأكثر بعدا عن روح الدولة الأردنية وعن مواصفات القيادة المتوافق عليها تاريخيا.

لقد قدم حزب الجبهة الأردنية الموحدة قراءة نادرة وموضوعية لحالة الدولة الأردنية، وهو يمثل نداء ربع الساعة الأخيرة ، وعبر عن الأردنيين في حرصهم على المؤسسية في الأردن، ويبقى ان يصغي عقل الدولة الأردنية لخطاب المصداقية المنزه عن الغرض.
 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير