نعم هناك حل جذري لأزمة السير
مشكلة أزمة السير الخانقة والمتفاقمة في بلادنا، كغيرها من المشكلات التي نعاني منها، لا تشعر أن هناك تفكيرا استراتيجيا لحلها، بل ثمة حلول موضعية تسكينية، لا أكثر، علما بأننا هنا تحديدا في «الدستور» طرحنا حلولا جذرية لهذه المشكلة كما فعل غيرنا أيضا، ولكن أحدا لم يهتم بتاتا، والسبب كما نعرف جميعا، أنه لم يكن ثمة اي نية لحل المشكلة، لأن هذا الحل ممكن أن يلحق ضررا ببعض الأفراد «الكبار» الذين يستثمرون الأزمات والمشكلات، ويعتاشون منها، وليذهب أبناء الشعب كلهم إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم!
ومع هذا، فلن نكف عن الحديث والنصح، فتلك مسؤوليتنا، ومشكلة السير وأزماته الخانقة تقتلنا جميعا كل يوم، وكل ساعة، وهي في تفاقم مضطرد، وتسبب للناس أذى غير محدود، وتلحق ضررا بالاقتصاد المنهك أصلا!
مشكلة السير في عمان والمدن الكبرى، كإربد والزرقاء، لا يقتلعها من جذورها إلا القطار الخفيف، وهو حل حمله لنا في ماضي الأيام مهندس أردني محب لبلده، جاءنا من إيطاليا خصيصا لحل مشكلة التنقل داخل عمان، ومن عمان إلى بقية المدن، في زمن قياسي، ودون أن تتحمل خزينة الدولة أعباء إضافية، وأعتقد أن مهندسنا المتحمس، الذي تلقفته تركيا، ونفذ مشروعاته هناك، لم يزل مستعدا لخدمة بلده وأهله، إن توفرت لدى أي من مسؤولي البلد، وأصحاب القرار فيه، ولو نية بسيطة للاستفادة من خبرات هذا المهندس المتحمس!
أذكر أن المهندس محمد عيد، قال لي أن جزءا من مشروعه يهدف إلى إعطاء العاصمة شكل مواصلات يعتمد على أنظمة المترو, ترام , مونوريل، لتصل بين جميع انحاء المدينة من دون أية معاناة على المواطنين، اعتمادا على التالي :
أ . نظام مواصلات المترو والمونوريل بين جميع انحاء العاصمة لتسهيل عملية المواصلات والنقل بين اطراف المدينة و وسطها.
ب. الاستراتيجية لوسط عمان تتضمن ما يلي:
1. إخلاء وسط البلد ( منطقة المسجد الحسيني ) من المرور بالسيارات التي تستعمل المحروقات .
2. انشاء اول سكة حديدية حديثة لوسط البلد لتعوض المواطنين عن استعمال السيارات الخاصة والعامة من خلال استعمال الترام وهذا بالتالي يحسن وسط البلد ويعيد اشراق وسط عمان ويجعلها منطقة جذب سياحي وترفيهي للمواطنين والسياح .
3. السيطرة على التلوث البيئي والضوضاء والازعاجات والازدحام المروري، حيث سيتم وضع بعض السيارات الكهربائية امام المداخل التي تؤدي الى وسط البلد, وهذه السيارات يتم استعمالها لجميع المواطنين من خلال اشتراكات شهرية او سنوية او شراء بعض الساعات لاستعمال هذه السيارات الكهربائية.
4. نتائج استعمال الترام والسيارات الكهربائية في منطقة وسط البلد سيجعلها محورا لعمان ويعيدها الى سابق عهدها من الازدهار وبدون تلوث بيئي وسمعي .
أما بالنسبة لمشروع الباص السريع، فقال لي حينها، أنه يمكن تحويل مساره الى الترام ليصبح كما يقول عيد- اول سكة حديد حديثة في المملكة، ويتحول هذا المشروع المتعثر الى مشروع ايجابي وناجح في نظر الجميع، بحيث يبدأ المسار الاول للقطارات من صويلح الى دوار الداخلية ومن دوار الداخلية الى المحطة لوصله بعد ذلك مع خط قطار عمان الزرقاء، بحيث تصبح الخطوط داخل عمان كاتالي: وصل الدوار السابع مع وسط البلد باستعمال المونوريل بالجسور المعلقة دون الاضرار بالطرق الموجودة حاليا. وهذا القطار يكون موصولا بالترام وسط البلد، خط من الدوار الثالث الى دوار الداخلية لوصله مع الترام صويلح – المحطة!
حلم محمد عيد، ومئات آلاف الأردنيين، هل يمكن أن يتحقق يوما ما؟