أسطورة الامن والامان
كثيرا ما نسمع هذا المصطلح "الامن والامان" ... فما هو الامن وما هو الامان ... وكيف يتحقق .. وهل في الاردن ما يسمى "امن وامان" ... وما هي اوجهه ...
سأبدأ معكم بتعريف الامن سألت احد الاصدقاء العاديين الذين ليس لهم اهتمامات سياسية حينا سألته عن الامن فاجابني الامن هو (المحافظة على الوطن والمواطن .. وان نستطيع الذهاب والاياب دون اعتراض من احد) .
سأنقل لكم تعريفا للامن من كتاب "جوهرة الامن" لروبرت ماكنامرا وزير الدفاع الامريكي الاسبق يقول فيه ( الامن هو التطوير والتنمية , سواءاً كانت اقتصادية او اجتماعية او سياسية , في ظل حماية مضمونة "الامن العسكري" وحماية الجوانب السابقة من التراجع واختلال ميزانها ) .
اذا فالامن مرتبط بالتطوير والتمنية ... فالامن هو ناتج وليس اصل .. ان كان هناك تنمية وتطوير حينها سيكون هناك الامن . وللامن جوانب متعددة ... الامن الاقتصادي والاجتماعي والسياسي ...
• اما الامن الاقتصادي : فقد ظهر هذا المصطلح في قمة عمان 1981 ، وهذا يقودنا الى السياسات التي كانت متبعة في ذلك الوقت وهي الهيمنة العسكرية واختزال الامن بالهيبة والعسكرة والجيش . ولان هذا المصطلح دخل عالمنا العربي قريبا فللان لا يوجد له معنى حقيقي لكن من قرائتي للكثير عن هذا الموضوع تبينت ان المعرفين والمتحدثين بالامن الاقتصادي مجمعين على انه ( توفير الحد الادنى من المتطلبات الثابتة والمتغيرة والرفاهية النفسية للمواطن ) وهذا الامر لا يتحقق الا في توفير العيش الكريم للمواطن والابتعاد عن تجويعه وتكثير الضرائب عليه ... وهذا النوع من الامن يؤثر جدا على القرار السياسي والحياة الاجتماعية وتتبلور علاقته طرديا مع متغيرات الحياة السياسية والاجتماعية ...
• والامن الاجتماعي مرتبط كل الارتباط بالامن الاقتصادي فالامن الاجتماعي ( هو الحالة العامة التي يعيشها المواطنون ... يستيطعون فيها عدم الخشية على ممتلكاتهم المادية والمعنوية ... وهذا النوع من الامن مرتبط بالوضع الاقتصادي .. حيث ان تبلور الحياة الاجتماعية مقرون بدراسة الحياة الاقتصادية للمواطن ... فان كان المواطن مكتفي ذاتيا او عنده الحد الادنى من الامن الاقتصادي .. سيكون قادر على الرفاهية المعقولة الغير مكلفة نفسيا وماديا ... من حسب وجهته كمواطن ... وهذا النوع من الامن ايضا مقرون بالامن السياسي والايدلوجية الفكرية لدى المواطنين ...
• والامن السياسي او ما يسمى "بالامن القومي" هو ( مجموعة من الإجراءات تتخذ للمحافظة على أمان الوطن والكيان في الحاضر وفي المستقبل مع مراعاة الامكانات المتاحة ) وله تعريف اخر انه ( مجموعة من الإجراءات الوقائية والعقابية والتربوية التي تتخذها السلطة لصيانة استتباب الأمان داخليا وخارجيا انطلاقا من المبادئ التي تدين بها الأمة ولا تتعارض مع المصالح والمقاصد العامة للدولة والمواطنين ، وله أبعاد تتعلق بالنظام السياسي والتماسك الداخلي والاستقرار الاجتماعي )
اما الامان ... ما هو الامان يا ترى ... وكيف يتحقق
الامان جزء من كل ... يعني ان الامان مقترن بتحقق الامن ... فالامان خاص والامن عام ... الامان يكون للشخص .. اما الامن فهو للجميع ... اذا فالامان هو حالة من حالات الامن ... تعود منفعتها على شخص بعينه او مؤسسة او هيئة او فكرة او اعتقاد ... وهي مترابطة ترابطا كليا بتحقق الامن العام للدولة والمواطنين ... فحيث لا امن يعني لا امان ...
ويتحقق الامان بتحقق الامن .. نعم عندما يتحقق الامن الاقتصادي ويصبح هناك تطوير واكتفاء ذاتي وعندما يتحقق الامن الاجتماعي ويصبح هناك ترابط بين مكونات المجتمع ... ويحصل المواطن على حقوقه كاملة غير منقوصة وعندما تكون سياسة الدولة واضحة في علاقاتها الداخلية والخارجية حينها سيكون هناك ما يسمى "الامن والامان"
الامن والامان في الحالة الاردنية
في الامن الاقتصادي .. لا يوجد امن اقتصادي للمواطن .. فالدولة مدانة بما يقارب الـ20 مليار ، والكثير من المواطنين لا يجدون ما يسدون به رمق عيشهم ... فالراتب لا يكفي ... لا يستطيع الشباب ان يتزوجوا ... وحتى الاب لا يستطيع ربما ان ينفق على ابناءه ... وحتى رغيف الخبز يحاربون به ... وفي المقابل ... هناك من يتربع على ملايين .. هناك من لا يستطيع عد امواله التي تدخل اليه كل يوم .... فهذا يعني الاختلال الحاد في الميزان ... ففئة في الاعلى واخرى في الاسفل ولا يوجد ما بين وبين ...فهل هناك امن اقتصادي ؟ اترك لكم الاجابة ...
واما الامن الاجتماعي ... فالعشائرية سيدة الموقف ... والعادات والتقاليد اصبحت في طي النسيان فالمواطن الاردني بين مطرقتي العنصرية البغيضة والعشائرية التي تتحكم بالحياة الاجتماعية .. ومطرقة التهميش والا اعبارية وعدم الاعتراف به كمواطن ... فالشباب لا يجدون ما يسدون به رمقهم ... فيكف لهم ان يتزوجو .. فاختل الامن الاجتماعي ... واختلال الامن الاجتماعي يعني ... ظهور الزعرنة والسرقة والانافلات الاخلاقي ... وكل هذا مقرون باختلال الامن الاقتصادي ... فهل هناك امن اجتماعي ؟ اترك لكم الاجابة ايضا ...
اما الامن السياسي .. فهو معضلة بحد ذاتها ... فمجلس النواب مزور ... ورئيس الوزراء نزل ببراشوت مفروضا على الشعب ... لا احترام للحياة الحزبية ... ولا تفاهم سياسي وايدلوجي بين اطياف المجتمع .... فمن ثبتت عليه انه ضد مصالح الشعب اصبحنا نراه نائبا او مسؤولا ... وهناك التفاف على ارادة الشعب ... داخليا وهناك ما يرفضه المواطن في السياسة الخارجية .. كاتفاقيات السلام مع الصهاينة ... والمواقف من الاحداث التي تدور رحاها في كثير من دول العالم ... فهل هناك امن سياسي ...
اذن تفندت ادعاءات الامن والامان ... فنحن نعيش في غابة ... لا امن فيها وبها القليل من الامان .. في حالة خلقتها الدولة لكي تبقى مسيطرة على المواطن ... كي لا يفكر الا في لقمة عيشه التي حرمها لعدم وجود امن اقتصادي فاختل الامن الاجتماعي فاصبح المواطن لا يفكر الا بالعمل ... ولهذا فلعب المسؤولون كيفما شاؤوا بالامن السياسي ... فباعو مقدرات الوطن بقرار سياسي ... يعود على الناهبين بالمنفعة ...
فهل هناك امن وامان يا من تتمرتسون خلف المصطلحات ...
اترك لك ايها المواطن الاجابة ....