من المستفيد الاول من ترشيح مازن القاضي لرئاسة مجلس النواب؟
جو 24 :
محرر الشؤون البرلمانية - يبدو أن المنافسة على رئاسة مجلس النواب قد دخلت منعطفا جديدا بتسريب أحد أعضاء كتلة الوفاق الوطني خبر نيتها الدفع بالوزير السابق والنائب الحالي مازن القاضي لخوض المعركة المنتظرة في السابع من شهر تشرين ثاني، خاصة وأن عضو الكتلة الاخر محمد نوح القضاة أعلن سابقا وبشكل واضح أنه سيخوض معركة الرئاسة.
وبحسب الأنباء، فإن القاضي قرر الترشح لرئاسة النواب بعدما نجح زميله في الكتلة النائب أحمد الصفدي بإقناعه في ذلك، وهو ما يثير التساؤلات حول جدية الكتلة في خوض هذه المعركة ،الامر الذي دفع البعض لاعتقاد بان ترشح القاضي يأتي في سياق تذليل الطريق امام النائب احمد الصفدي للفوز بمقعد النائب الاول لرئيس المجلس.
النائب الصفدي المعروف بمهارته في اللعب على التناقضات والانقسامات للوصول الى مأربه، يسعى هذه المرة في اشغال الجميع في معركة الرئاسة حتى يفتح المجال لنفسه لحسم مقعد النائب الاول دون عناء او منافسة تذكر ، فترشح القاضي ربما جاء في اطار مساومة الكتل الأخرى على أصواتها في المنافسة التي ينوي الصفدي خوضها على موقع نائب الرئيس كما أفاد مقربون من النائب.
الصفدي يعرف جيدا ان كتلته غير قادرة على الظفر بمقعدي الرئاسة والنائب الاول ،ومع ذلك يدفع باتجاه ترشح القاضي للترشح لمقعد الرئاسة! لم يحدث ان نجحت كتلة واحدة مهما كان وزنها في افراز رئيس مجلس ونائب للرئيس في آن معا الا في حالات نادرة نذر منها المجلس الخامس عشر وكتلة عبد الهادي المجالي ،لذلك يبدو ان الصفدي او كتلته يضمرون حقيقة ان نجاح القاضي ليس ممكنا ،وتراوغ للفوز بمقعد النائب الاول ..
فوز القاضي بالرئاسة لن يصب في مصلحة الصفدي وخاصة ان المتنافسين على مقعد رئاسة المجلس لديهم كتلتهم الوازنة وهؤلاء لن يقبلوا ابدا ان يخرجوا من هذه الانتخابات بخفي حنين.
وطن.. الاكثر فعالية
لا شكّ أن كتلة وطن التي رشّحت رئيس مجلس النواب السابق المهندس عاطف الطراونة لرئاسة النواب ستكون ذات فاعلية كبيرة تحت قبة البرلمان باعتبارها تضمّ 22 نائبا تجمعهم قواسم مشتركة عديدة، وتبدو قدرتها على التوسّع والنمو أكبر من التحالف الوطني للاصلاح، خاصة وأنها قد لا تلزم اعضاءها بقرار موحّد كما سيكون الحال لدى التحالف الوطني للاصلاح.
وطن ستضمن للطراونة 22 صوتا على الأقل، وايجاد حلفاء افراد أو مجموعات لن يكون صعبا عليها، خاصة وأن كثيرا من أعضاء المجلس الثامن عشر لا ينتمون إلى تيار فكري أو سياسي بعينه.
الوفاق الوطني.. ومعركة اللجان
الوفاق الوطني ستكون أسرع الكتل النيابية تفتتا، فهي لم تجتمع على قواسم مشتركة كثيرة واسس قوية، لكن تفتتها سيكون بعد أن تطير الطيور بأرزاقها وتقسّم اللجان على اصحابها..
تشكيلة الكتلة تؤكد أنها غير مترابطة أبدا، وعوامل تفرق اعضائها وتنافرهم أكثر من أسباب اجتماعهم، وسبق لبعض نوابها أن تضاربا بالأيدي وتبادلا المشادات الكلامية مرارا، لكن الواضح إنهم التقوا في هذه المرة على مصلحة عليا وهي تقاسم اللجان..
ما يثبت ذلك، أن النائب محمد نوح القضاة، مثلا، سبق وأن أعلن صراحة وبوضوح أنه يعارض فكرة الكتل البرلمانية، وأنه يؤمن بأن النواب يجب أن يكونوا أحرارا وغير مقيدين بكتلة واحدة، وأما عضوي الكتلة الاخرين يحيى السعود ومعتز ابو رمان سبق أن تضاربا بالأيدي في إحدى المرات كما شهدت علاقتهما في المجلس السابق مشادات ومناوشات كلامية باستمرار وفي كل جلسة تقريبا.
لا يمكن أن نفهم أيضا كيف يلتقي النائب الطامح القضاة مع طامح اخر لرئاسة المجلس وهو القاضي، وكيف يلتقي الطامحان مع ثالث يريد أن يكون نائبا لرئيس المجلس والحديث هنا عن الصفدي..
النائب علي الخلايلة عُرف على الدوام بأنه حليف زميله وصديقه النائب عبدالكريم الدغمي، وإذا ما قرر الأخير الترشح للرئاسة فعلى الأرجح سيكون صوت الخلايلة مع الدغمي وليس مع القاضي أو القضاة..
يبدو صعبا على الوفاق الوطني أن تحصد أصوات اعضاء غيرها في معركة الرئاسة إن لم تجرِ صفقات على موقعي الرئيس ونائب الرئيس، لكن الواضح أنها قادرة على الظفر بعدد من اللجان لصالح أفرادها دون غيرهم..
التحالف الوطني الأكثر تماسكا
تبدو كتلة التحالف الوطني للاصلاح أكثر الكتل النيابية تماسكا حتى الآن، فهي التي تشكلت قبل الانتخابات النيابية وعلى أساس برامجي، لكن الواضح أنها ستدخل معركة الرئاسة لمجرد المشاركة واثبات وجودها تحت القبة.