jo24_banner
jo24_banner

عن المخمل الشرس!

حلمي الأسمر
جو 24 : رغم «هشاشة» زهر اللوز ورقته، فهو يقاوم ندف الثلج الذي يأتيه متدثرًا بالعاصفة، فيمسك بخناقه ويبدو كأنه يختنق به، ولكنه لا يستسلم له، ويبقى بكامل عنفوانه، وبهائه، ثم يعود ليُعانق الشمس رافعًا الرأس، بكل كبرياء، بعد أن يتحول عنف الثلج إلى ذكرى!!
لا تستهن بالمظهر المخملي الناعم، فالماء السائل يقطع الفولاذ، حينما يريد!
-2-
بعيدًا عن الأجواء الملبدة بالغيوم السوداء التي تلف عالمنا، نلوذ بـ كبسولة معزولة، نقرأ فيها شيئًا من عطر الكلمات، وتلك محاولة فيها مجازفة كبيرة، تحت طائلة الاتهامات المشرعة، بمدى ملاءمة السلوك هذا للشعور العام، ولكن لا بأس، سنحتمل أي لوم أو تقريع، لأننا نختنق بالسياسة، ونحن بحاجة للخروج من قمقمها ولو استثناء في وقت مستقطع بين شوط وآخر من اللهاث والقلق، الممتد من القلب إلى القلب!
-3-
الهروب من الواقع لواقع أكثر سوءًا، نوع من الانتحار، حينما تحاصرنا الغيوم السوداء، والمعازف التي تذكرنا بلحن الرجوع الأخير، في احتفالية أشبه ما تكون بمأتم، ننأى بأنفسنا إلى حلم مؤجل، قد يطول، ولكنه ملاذ مشتهى، لا تصنعه الأمنيات، بل التضحيات والصبر على المظالم، ورعاية بذرة التمرد، التي لا تمتثل للقهر والجبروت!
-4-
ننتظر بفارغ الصبر الشتوة الأولى، من أجمل ما قرأت عن انتظارها: وألهمني كثيرًا: «..انتظرتك كثيرًا كطفل يغالب النوم بإنتظار ليلة العيد.. إلا أن النعاس قد أخذني مرغمة إلى عالم الأحلام.. ?فيق من نومي وأجد أنَّ المطر قد نزل وفاتني الحضور. .. وسيطر علي الحزن كمن فاته سماع صوت تكبيرات العيد ليحس أنَّ العيد كله قد فاته….!!»
-5-
تخونك ساقك بألم ممض، بعد أن تبدأ أعضاؤك باجتراح ألم تسعة وخمسين عامًا من البقاء على قيد الحركة والركض وراء آمال شاردة، وبانتظار محطات القطار التي سرعان ما تختفي وأنت تركب قطار الحياة، وفي كل مرة يُهيأ لك أنَّ المحطة القادمة هي مقصدك، حتى إذا وصلتها اختفت كالبرق، وبدأتَ تتطلع للمحطة القادمة، لعل ثمة من ينتظرك هناك، فلا ثم أحد، وحتى حينما تجد أحدًا يشبه مَنْ تنتظر، سرعان ما ينشغل عنك، أو تنشغل عنه لا فرق، فيبتلعه الأفق، وتبدأ بانتظار جديد!
-6-
ثمة خيانة ما؟ من خان من؟ زهر اللوز خانك أم أنت الذي خان؟ لا تدري على وجه التحديد، من الذي خان، حيث تتساوى الخيانات وتختلط بعضها ببعض حين تتزاحم على أبواب الحياة الخيانات، خاصة كانت أم عامة، فلا تعبأ كثيرًا بمن خان من، خاصة عندما يتسابق كل طرف في إبداع خيانته.. ما أقسى الحياة حينما تصبح الخيانة ميدانًا للسباق
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير