ضعف الاردن مع اسرائيل
لم يتمكن الاردن في السنوات العشر الاخيرة من توظيف معاهدة السلام مع اسرائيل لصالح الرؤية الرسمية للحل بالرغم من اللقاءات الاردنية الاسرائيلية والتنسيق الامني المكثف بين الاردنيين والاسرائيليين، فالمعاهدة تمنح الاردن دورا واضحا بالقدس وما نشاهده هو ممارسات اسرائيلية احادية الجانب لا تقيم وزنا للاردن ولا لرأي الاردن في أية قضية تتعلق بالقدس!
وعلى نحو لافت يستمر الاستخفاف الاسرائيلي بالاردن الرسمي دون ان تكون هناك ردة فعل اردنية باستثناء بيانات الشجب والادانة والمطالبة بالعودة عن المشاريع الاسرائيلية الاستيطانية التي ستلحق أذى كبيرا بالاردن في قادم الايام، فحتى عندما قام الاردن بسحب السفير كان ذلك بتأثير خطوات مصرية اكثر من كونه تعبير عن تحول في الموقف الاردني، ولغاية الان لا نفهم لماذا اعاد الاردن سفيره الى تل ابيب وما هي الضمانات التي حصل عليه السيد ناصر جودة باعتباره كيسنجر السياسة الخارجية الاردنية التي لا يشق له غبار بدليل تحول الرجل إلى لى وزير عابر للحكومات!
اذا كانت دول اوروبية مثل بريطانيا وفرنسا قد استدعت سفراءها من تل ابيب احتجاجا على ما يعتبر المسمار الاخير في نعش حل الدولتين، لماذا لا تقوم الاردن بهذه الخطوة خاصة وان اسرائيل شنت هجوما عدوانيا على قطاع غزة لمدة عشرة ايام خلف العشرات من الشهداء والمئات من الجرحى، ولم يتوقف الامر عند هذا الحد بل قامت اسرائيل وبدماء باردة بقصف المستشفى الميداني في غزة!
ما يجري يكشف عن مفارقة تتجلى بابشع صورها، فمن جانب يحرص الاردن (بسبب ضعفه وعجز النخب الحاكمة عن خلق خيارات) على ترتيب علاقاته مع الغرب ومع اسرائيل في وقت لا تأبه فيه اسرائيل لحساسية الاردن او كيف تؤثر خطواتها على الارض على مستقبل الامن الوطني الاردني.الملك قالها في اكثر من مناسبة ان عدم حل الدولتين يشكل تهديدا للامن الوطني الاردني، ونحن نقول وماذا نحن فاعلون والامور تشير بوضوح ان لا حل للدولتين بسبب ما يجري على ارض الواقع؟! على الاقل اسحبوا السفير يا ابطال وادي عربة!