سياسيون لجو٢٤: الملك رفض اختباء الحكومة في عباءته

كتب محرر الشؤون السياسية- مازالت  بعض العبارات التي تضمنها خطاب العرش السامي - الذي امتاز بقصره وعباراته المفتوحة على الكثير من التفسيرات والمعاني - يكتنفها الغموض، جراء  تباين التقديرات والتحليلات وتعارضها  وتناقضها ،وخاصة ذلك الجزء المتعلق  بعمر الحكومة وما اذا كانت ستحظى بدعم الملك ومباركته ،ام انها ستُترك لتقلع شوكها بيدها - اي انها ستضع تصورها(برنامجها ) بنفسها-  ،والذي على اساسه ستخوض لوحدها معركة الحصول على ثقة البرلمان دون اسناد ملكي ورسمي ؟! 

المصري: الحكومة ستتحمل كامل المسؤولية لانها ستضع برنامجها دون تدخل الملك 

رئيس الوزراء الاسبق طاهر المصري ،قال ان قصر الخطاب في الوقت الذي تزدحم فيه المنطقة باحداث خطيرة تشقها من شرقها الى غربها ومن شمالها الى جنوبها، وفي الوقت الذي تتعاظم به التحديات الداخلية،فان ذلك بلا شك له دلالة مهمة ،ويريد الملك من خلاله ان يوجه رسالة واضحة للحكومة والرأي العام ايضا ،مفادها : ان الحكومة ما زالت تتمتع بصلاحياتها بعد التعديلات الدستورية ،و اليوم على الحكومة ان تضع بنفسها برنامجها وبيانها الوزاري ،وتتحمل فيما بعد مسؤولية فشله او عدم الالتزام به . 

المصري اكد الملك يريد ان يقول ،انه لن يتدخل ،وان صلاحيات الحكومة لم تتأثر بالتعديلات الدستورية ،وانه لن يسمح بالاختباء وراء خطاب العرش  بعد اليوم،وعلى الحكومة ان تضطلع بمسؤولياتها. 

وانهى المصري  مداخلته بالقول ،لا اظن ان خطاب العرش يحمل بين اسطرته ما يشي  بان الملك  رفع الغطاء عن الحكومة ،فهذا كلام سابق لاوانه،وبنفس الوقت لا اعتقد بان خطاب العرش  يحمل من المعاني ما يؤكد على ان الحكومة باقية لاربع سنوات ،فللملك ان يستخدم صلاحياته الدستورية متى كان ذلك ضروريا. التعهدات كانت مشروطة باداء الحكومة وبرنامجها الموضوعي والواقعي ومدى التزامها به وكل هذه اشتراطات وردت بوضوح بخطاب العرش . 

عبدالهادي المجالي : الملك رفض اختباء الحكومة وراء خطاب العرش 

وعلى نحو يدعو للكثير من التأمل والاهتمام ،اتفق   رئيس مجلس النواب الاسبق عبدالهادي المجالي تماما مع ما ذهب اليه المصري في قراءته لمعاني ودلالات خطاب العرش السامي ، حيث قال المجالي ان خطاب العرش هذه المرة غير مسبوق من حيث القصر والجوهر ،فلقد درجت العادة على ان تكون خطابات العرش تفصيلية وموجهة للشعب والحكومة ومجلس الامة وجميع السلطات ،وفيه يتحدث الملك عادة عن التوجه العام في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والامنية والعسكرية، ولكن يبدو - كما يظن المجالي - ان الملك يريد ان يعطي مساحة اوسع للحكومة لتضع برنامجها بنفسها، اليوم يترك الملك للحكومة ان تختار لنفسها البرنامج الذي تريد ..الكرة في ملعب الحكومة ،والبرلمان طبعا سيقول كلمته . 

المجالي اضاف ان الملك يرفض اختباء الحكومة وراء عباءته، كما كان يحدث في الكثير من المرات”هذه خطوة جديدة ولم تجرب سابقا نتمنى ان تكون ايجابية وان يُستوعب هذا الكلام من قبل الجميع” .