أحلام شتوية
كان يكره الذهاب إلى فراشه، كان يخشى النوم، ليس لأنَّه يعاني من الأرق، لا، فقد كان ينام فور أنْ يضع رأسه على الوسادة، ويسرع إلى أخذ مقعده اليومي، ليشاهد ذلك الحلم المتكرر:
مطر غزير، وسقف مثقوب، ودلف في كل مكان.
كان يصحو مبللا، ولا يعود إلى النوم، قبل أنْ يملأ الغرفة بالأواني التي تستقبل نقاط الدلف؛ كي لا يبتل بالماء!
2
على المرأة قبل أنْ تصرخ من ظلم الرجل،
أنْ ترفض تشييئها وامتهانها وتسليعها،
خاصة بين أيدي شياطين الفيديو كليب وتجار الجسد، ذكورًا وإناثًا!
3
ذاكرة النوارس والمطر! وهل للنوارس ذاكرة؟
النورس من الطيور الذكية التي تتعلم وتتذكر،
وتختم بختم على أقدامها كمجموعة؛
لتقلد هطول الأمطار كي تخدع ديدان الأرض،
وتجعلها تخرج إلى سطح الأرض حتى تأكلها!!
النوارس «تخدع» لتبقى على قيد الحياة، فحسب!
4
أولئك، أعداء الحياة، يريدون أنْ يكسرونا،
ويسحقون عظامنا تحت بساطيرهم، ونحن نأبى،
سنبقى نحب الحياة، ونستمتع بما يُتاح منها، ونعشق،
فتلك مقاومة أضعف الإيمان!
5
منذ أنْ تفتحت عيناي على الدنيا،
وأنا أسمع أنَّ الأمة تمرُّ في «مخاض عسير»،
وأنَّها تعيش مرحلة دقيقة، ومنعطفًا حرجًا، وظروفًا حساسة!
وبعدين؟ ألم يئن لهذه الحبلى أنْ تلد؟
6
حتى الذاكرة بدأت تتذاكى عليك، فتنتقي ما تريد وتنأى عما تريد، هي الخيانات التي تنهال عليك، كالسهام التي تتكسر على السهام، وتحاول – ما وسعتك القوة – أنْ تضمد الجراح الصغيرة بجراح أخرى، فالهم الصغير يطفئه هم أكبر، كألم الصداع الذي ينسيك وجعه ألم الضمير، ويا لثقل هذا الهم، حينما تحاول أنْ تتحايل عليه، فيأتيك مجسمًا في ألف حُلة وشكل، ممزقًا كل الدروع التي تحتمي بها!
7
إذا كان العالم الافتراضي، يضم كل هذا العدد من «الملائكة» المتأنقين بالحِكم والمواعظ الغزيرة والأخلاق العالية؛ فمن أين يأتي كل هذا الشر والأشرار؟!
8
إنْ كان ربيعًا، فهو مهرجان من ألوان الفرح، وخضرة النماء، وبراعم العنفوان…
وإنْ كان شتاءً، فمعاطف دافئة، وانهمار للغيث، وأقواس قُزح، وهزيمة للظمأ…
وإنْ كان خريفًا، فبشرى للتجدد، ووعد بأوراق يانعة، وشفق يفترش مساحة النهار…
وفي كل خير!
هي «ثورات»… ربيعًا كانت أم شتاءً، أم خريفًا!
9
لماذا تسرق الثورات، وتختطف؟ قبل أنْ نبحث عن إجابة لدى الطرف الآخر، يتعين علينا أنْ نبحث عنها لدى من ثار، وتوقع أنْ تكون طريقه مفروشة بالورود، ويستقبله الطغاة والمتضررون بأكاليل الغار، وأقواس النصر!
10
خارج النص تماما:
قال أحد الطاعنين في الزواج: بعض الدراسات تقول أنَّ العمر الافتراضي للحب لا يزيد عن خمس سنوات، لكن يبدو أنَّ التجارب العملية تظهر أنَّ عمره لا يزيد عن خمسة أشهر… إذا تم تحويل «مشروع» الحب إلى «مؤسسة» زواج!!