السرطان والفصام.. حالات إنسانيّة تتجاهلها السلطة إثر حمّى الاعتقال السياسي
في غياهب السجون، تتجاهل السلطة العديد من الحالات الإنسانية المرتبطة بعدد من معتقلي هبة تشرين، حيث يعاني كثير من المعتقلين أمراضا مزمنة، ومنهم من يحتاج لرعاية خاصة، غير أن الأجهزة الأمنيّة أصرت على اعتقالهم ومصادرة حريّتهم، لمجرّد أنّهم قاموا بالتعبير عن رأيهم، رافضين السياسات الاقتصادية المنحازة ضد الوطن والمواطن.
ومن هؤلاء المعتقلين الشيخ عبدالرحمن الفناطسة، الذي بلغ من العمر عتيّا -والمصاب بمرض الفصام بموجب تقرير طبي صادر عن د. حسين ابو درويش من مستشفى معان الحكومي- حيث قامت الأجهزة الأمنية باعتقاله هو وابنه داوود الفناطسة، و ابنه الحدث حمزة الفناطسة، إضافة الى ابن عمته محمود عدنان شويطر، وذلك بعد مداهمة منزله ليلة صدور قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطيّة.
ولا ننسى المعتقل خالد صدقة، الذي يعاني مرض السرطان، وكذلك المعتقل عدنان الهواواشة الذي فقد عينه اليسرى خلال اعتداء مجموعات البلطجية على مسيرة للحراك الشعبي في ذيبان، والذي نقل عنه رفيق دربه براء السعود قوله: "لا تهمني عيني التي فقدتها.. فتلك ضريبة الحريّة".
ورغم تدهور الأوضاع الصحيّة لهؤلاء المعتقلين -وغيرهم- لاتزال محكمة أمن الدولة ترفض قبول كفالاتهم، حتى أن رئيس الحكومة د. عبدالله النسور، الذي زعم أنه "أقوى من المخابرات" لم يستطع الوفاء بتعهداته لنقيب المحامين مازن ارشيدات بالإفراج عن معتقلي الرأي، فما كان منه إلا أن قدّم وعدا ثانيا، بالإفراج عنهم يوم الإثنين المقبل، فهل يصدق الرئيس وعده ؟؟
